تحل علينا اليوم الذكرى الـ 30 لاجتياح العاصمة عدن وسقوطها بيد نظام الاحتلال اليمني في السابع من يوليو من العام 1994م بعد حرب ظالمة على شعب الجنوب أستمرت أكثر من شهرين . ذكرى أليمة لكل مواطن جنوبي خلفت آثاراً نفسية وجسدية واقتصادية ، حيث لم يكتفي نظام الاحتلال يشن الحرب على الجنوب وإجتياحه بقوة الآلة العسكرية ، وتجييش كل أبناء الشمال للقتال ضد الجنوبيين بفتاوى مسبقة تم فيها المتاجرة بالدين وتكفير الجنوبيين وتحليل دماءهم وأموالهم بأعتبارهم ماركسيين من قبل شركاء الحرب في حزب الخراب الاخونجي بل تعداه الى الاستعانة بالمرتزقة من أفغان العرب القادمين من أفغانستان من مختلف الجنسيات لقتال أبناء الجنوب .
شكل يوم 7/7 صدمة كبيرة وإنتكاسة لكل أبناء الجنوب الذين دخلوا الوحدة بطيبة نفس وسلموا دولة متكاملة الى صنعاء على أساس الأخوة والشراكة وبناء مستقبل أفضل للجميع . وللأسف غدر الشمال بالجنوب ومن خلال حرب مجيشة تم الانقلاب على اتفاقية الوحدة وضم الجنوب بقوة السلاح “وحدة ضم وإلحاق ” . مارس الجيش اليمني في حربه على الجنوب أبشع صور الاستبداد والعنجهية ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقيات والقرارات الدولية حيث عمد إلى القصف العشوائي للقرى والمدن لترويع المدنيين وإجبارهم على النزوح وترك منازلهم جاعلاً من المدنيين والأعيان أهدافاً له مخالفاً بذلك الشرائع السماوية واتفاقيات جنيف.
بعد سقوط العاصمة عدن مركز القرار السياسي الجنوبي إستفردت صنعاء بشعب الجنوب ومارست ضده كل أنواع التمييز العنصري حيث تم اقصاء وتسريح عشرات الآلاف من الجنوبيين من وظائفهم العسكرية ليحل محلهم أشخاص من أبناء الشمال. كما تم التسريح القسري لآلاف من الكوادر والقيادات العسكرية والأكاديمية في الجامعات والمؤسسات والسلك الدبلوماسي.
وفي مايخص المصانع والمؤسسات والشركات والمعامل والمزارع التي كانت ملك لدولة الجنوب والتي تقدر ب 120 منشأة فقد عمد نظام الاحتلال الى تدميرها ونهبها وإفشال عملها وتسريح موظفيها ومن ثم خصخصتها ليحظى بها المتنفذين والتجار من أبناء العربية اليمنية. كما منع نظام الاحتلال إنتساب أي جنوبي إلى الكليات العسكرية ومنعهم من الوصول إلى مكان صنع القرار بشتى الطرق. ومن جرائم الاحتلال أن عمد الى عسكرة الحياة المدنية لشعب الجنوب ومارس سياسة تكميم الأفواه لمنع خروج الصوت الجنوبي المطالب بأستعادة الدولة الجنوبية.
على الرغم من الممارسات العنجهية والسياسات القذرة لنظام الاحتلال اليمني الا أنها ولدت لدى شعب الجنوب العزيمة والإصرار على استعادة دولتهم ، حيث بدأوا مبكرا بالبحث عن حلول للخلاص من هذا الاحتلال الغاشم من خلال حركات ثورية متعددة بين السلمية والمسلحة. حيث بدأ الزخم الثوري بالتصاعد وبدأت قضية شعب الجنوب تطرق مسامع الكثير من السياسيين والحقوقيين. واليوم أصبحت قضية شعب الجنوب أكثرا قوة وأكثر تمثيلا وحضورا بوجود المجلس الإنتقالي الجنوبي الحامل الرسمي والمفروض الشعبي لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدودها ماقبل 22 مايو 1990م