الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز – كتب/ رائد الجحافي
تصادف اليوم الذكرى الرابعة عشر على رحيل المناضل محمد محسن عبدالله كباس، الذي استشهد برصاص جنود الاحتلال اليمني في 22 يونيو عام 2010م.
ففي مثل هذا اليوم 22 يونيو استشهد المناضل (كباس) الذي لفض انفاسه الأخيرة بينما كان قابضا على زناد بندقيته يقاوم ويدافع عن أرضه، عندما تصدى للحملة العسكرية الكبرى التي شنتها قوات جيش الاحتلال اليمني بقيادة الجنرال المجرم محمد عبدالله حيدر السنحاني على مديرية جحاف يوم 22 يونيو 2010م.
الشهيد المناضل محمد محسن عبدالله (كباس) من مواليد 1953م قرية العزلة جحاف الضالع، نشأ في أسرة فلاحية فقيرة وتلقى تعليمه في الكتاتيب بقريته، التحق مبكرا في سنوات شبابه في النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني وكان من ضمن الفرق الفدائية لحركة التحرير في منطقة الضالع، وفي بداية مرحلة شبابه خاض إلى جانب رفاقه الثوار حرب ضروس ضد الاستعمار البريطاني في الضالع وردفان وعدن..
التحق في حركة القوميين العرب وكان من أنصار الحركة الناصرية، حيث شارك في القتال مع العديد من رفاقه في الجمهورية العربية اليمنية ضد الحكم الامامي وكان من ضمن المقاتلين الذين شاركوا في فك حصار السبعين يوما على صنعاء اليمنية من منطلق الحس النضالي القومي الذي تأثر به آنذاك..
كما شارك في القتال إلى جانب اخوانه الاحرار المصريين والعرب في الدفاع عن مصر العربية في سبعينيات القرن الماضي..
التحق في صفوف الجيش الجنوبي وضل يؤدي واجبه بكل تفان وإخلاص..
تم اختياره في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي كمرافق للرئيس علي سالم البيض، حتى العام 1990م..
وفي العام 1994م التي شهدت إعلان اليمن حربها على الجنوب واجتياحه، جرى تسريح الشهيد من عمله..
الشهيد كباس رحمه الله كان من أوائل المناضلين الذين رفضوا تواجد قوات الاحتلال اليمني في الجنوب منذ وقت مبكر عقب احتلال الجنوب..
اسهم الشهيد في تأسيس حركة تقرير المصير (حتم) التي اعلنت الكفاح المسلح لتحرير الجنوب، وبسبب نشاطه في المقاومة الجنوبية تعرض للملاحقة الأمنية..
في العام 2002م تعرض منزله للتدمير بعبوات ناسفة من قبل قوات جيش الاحتلال التي حشدت عشرات الاليات العسكرية ومئات الجنود لمحاصرة منطقة العزلة جحاف وقاموا بزرع عبوات ناسفة في أركان منزل الشهيد كباس إلى جانب ثلاثة منازل أخرى هناك من منازل رفاق الشهيد كباس هي منزل المناضل محمد البكري ومنزل المناضل محمد صالح هاشم ومنزل المناضل فضل حسن احمد..
أدى تدمير منزل الشهيد كباس إلى تشرد اسرته التي وجدت نفسها بلا مأوى..
كما قامت سلطات الاحتلال بقطع راتبه الشهري المتواضع الذي لا يتجاوز العشرين ألف ريال..
كل صور وأشكال المعاناة والظروف الصعبة التي عاشها الشهيد لم تثنه عن مواقفه البطولية، ومواصلة نضاله بل ازداد صلابة وحماسة وأستمر يقارع سلطات الاحتلال حتى لحظة استشهاده..
وفي مثل هذه الذكرى الأليمة لاستشهاد واحد من أبرز المناضلين في ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م والثورة التحررية الجنوبية، نتأمل مدى عشق المناضل كباس للنضال والحرية ، ومدى رفضه للظلم والباطل..
كان للشهيد كباس نشاطه في النضال السلمي من خلال مشاركته في تأسيس المجلس الوطني لتحرير واستقلال الجنوب، ولم يغفل أي فعالية من فعاليات الحراك الجنوبي إذ حرص وباستمرار على حضور كافة المسيرات والفعاليات التي شهدها الجنوب، حيث كان يقطع مسافات طويلة للمشاركة في فعاليات الحراك الجنوبي في العاصمة عدن وردفان ويافع وابين وشبوة وفي كل مكان من أرض الجنوب.
حمل الشهيد كباس سلاحه الشخصي طيلة حياته لكنه لم يوجهه يوما إلى صدر أحد، فقط وجهه نحو صدر المحتل..
عاش إلى اللحظات الأخيرة حياة مفعمة بالأمل بعودة الجنوب وتحقيق استقلاله..
رحم الله الشهيد كباس واسكنه فسيح جناته..
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024