رغم التهدئة الهشة في اليمن فإن ألغام مليشيات الحوثي بما فيها الألغام المضادة للأفراد التي يرقى استخدامها إلى جرائم الحرب تستمر بالفتك بالمدنيين لا سيما الأطفال.
والثلاثاء، قتل وأصيب 6 مدنيين بينهم 3 أطفال، إثر انفجارات منفصلة لألغام زرعتها مليشيات الحوثي في الطرقات وقرب منازل السكان في محافظتي تعز والحديدة، جنوبي وغربي اليمن، وذلك في مناطق بعيدة عن خطوط القتال.
وقالت مصادر حقوقية ومحلية لـ”العين الإخبارية” إن طفلا يدعى رامي حسن (11 عاما) ووالده قتلا بانفجار لغم لمليشيات الحوثي في بلدة “بني قربع” أقصى جنوب عزلة الجبلية جنوب غرب مديرية التحيتا، جنوبي الحديدة.
وفي مديرية الدريهمي المجاورة، انفجر لغم لمليشيات الحوثي بسيارة مدنية كان يقودها علي محسن سالم (33 عاما) مما أدى إلى مقتله على الفور وتضرر مركبته، وفقا لذات المصادر.
إلى تعز، حيث أصيبت امرأة وطفلان بجروح بليغة إثر انفجار لغم لمليشيات الحوثي كان مزروعا بجوار المنازل في قرية المنصورة في عزلة “العفيرة” التابعة لمديرية المعافر غربي المحافظة.
وأوضحت المصادر أن الطفل عبدالنور مكرد (11 عاما) والطفلة حنين وليد (7 أعوام) وأمها ماجدة مكرد تعرضوا لإصابات بالغة عقب انفجار لغم من مخلفات مليشيات الحوثي كان مزروعا وسط منازل القرية، مشيرة إلى أن جميع الضحايا كانوا في زيارة لأقاربهم في البلدة الريفية.
ومنذ انقلابها أواخر 2014, خلفت ألغام مليشيات الحوثي المنجرفة مع السيول والمدفونة تحت الأرض ضحايا بالآلاف من اليمنيين منهم من سقطوا قتلى وآخرون بترت أطرافهم وتعرضوا لأضرار وتشوهات كبيرة.
ووفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية فإن ضحايا الألغام الحوثية وصولوا مؤخرا إلى 28 طفلا خلال الـ4 أشهر الأولى من عام 2024, فيما تجاوز عدد القتلى والمصابين من الفئات العمرية الأخرى أكثر من 100 شخص خلال ذات المدة.
وسجل المرصد اليمني للألغام سقوط 41 شخصًا قتيلا وإصابة 64 بجروح إثر انفجار ألغام حوثية في 8 محافظات منذ مطلع عام 2024 وحتى مطلع أبريل/نيسان الماضي.
ويعاني اليمن من أحد أعلى معدلات التلوث في العالم من الألغام، حيث زرعت المليشيات الحوثية ما لا يقل عن مليوني لغم، وتعد محافظات الحديدة، ومأرب، وتعز، والبيضاء، والضالع، وحجة، وصعدة، وشبوة، الأكثر تلوثا، وفقا لتقارير رسمية.
ووفقا لمشروع رصد الأثر المدني في الأمم المتحدة، فإن الألغام الأرضية بما في ذلك المضادة للأفراد الذي تنفرد مليشيات الحوثي بزراعتها باليمن أوقعت أكثر من 9 آلاف ضحية في صفوف المدنيين منذ الانقلاب أواخر 2014