الله الله الله، هذه واحدة من أساطير يافع الكبرى، قرية صغيرة أعادت لمملكة حمير أمجادها، اخترقت يافع مساحتها الجغرافية، اتسعت في الجهات الأربع دون حاجز، كأن يافع وحدها على كوكب الأرض. من يصدّق أنَّ جبلًا صلدًا فيه كل هذا الزهو والألق؟!. لم يسبق عبر التاريخ أنَّ قرية حشدت البشرية بصورة كهذه، تشعر أنّ يافع اليوم محور ارتكاز الكوكب، الأنظار كلها عليها، والبنان تشير إليها، كأنّ هذا المنظر من الفضاء، كأنها مجرة زاهية في السديم!. ارتجالٌ يعيد تعريف الحياة من جديد، انتعاشٌ نافخٌ للمجد في عروق حِميَر، تطوّرٌ يثبتُ أنّ الإنسان اليافعي خارقٌ للطبيعة، وبمقدوره التقدُّم وافتكاك حبقة زمنية حابسة، قفزةٌ جليّة نحو الحداثة، انتصارٌ للذات على العوامل البيئية، خروجٌ من حفرةٍ إلى شرفةٍ تطّل على العالم!. انتصرت يافع لٱسمها الرباعي، وتربعت أوّلية سبّاقة إلى ثورة المعجزات، حققت رقمًا قياسيًّا في تحويل “العوامل” إلى “معامل”، ابتكرت جغرافيا جديدة، وقادت الفكرة لبدء تعويض المسافة الفارغة إلى ألماسة لامعة. هؤلاء اليافعيون نزلوا من الجبال كالنسور وهي تنقض على طرائدها!. جاءوا حاقدين على الزمان يجوهرون تاريخهم، يصولون ويجولون المجالات دون مُنافِسين، كأنهم يمشون وحدهم على ظهر هذه البلاد!. تكريم الشعراء، شق الطرقات، إعمار عدن، الطراز المعماري الحميري، كرة القدم، الفوز بألقاب الحسابات الذهنية، المهرجانات الشعبية، البن اليافعي، كلها حققها العقل اليافعي!. شيء يدعو للتأمل، يافع مفخرة لكل من يشعر بالانتماء لفكرتها الثمنية. شجرة جذرها في الأرض، وفرعها في السماء. حقًا ملوك يتناسلون العظمة في الجينات الوراثية من الأجداد، إلى الآباء، إلى الأولاد، إلا الأحفاد. تعظيم سلام أيها النسل الحميري العظيم.