ندمت كثيرا حينما تلزم اهلك وناسك وكل من يكن لك الاحترام والتقدير.. كل قريتك.. تلزمهم بل وتقنعهم ان هناك نظام وقانون نستطيع من خلاله احقاق الحق وعودته لاهله.. ندمت لأني ابغض الحلول السريعة.. العصبية.. المناطقية.. البلطجية.. رغم انها افضل بكثير في وقتنا الحالي.. سريعا ما ينصاع المجرمون والعصاة الى تلبية طلبك والامتثال للحق وبالطريقة التي تريدها..
ذهب راضي احمد عوض عليان.. شاب .. في عمر الزهر .. تربى على العفة والطهارة.. ابوه احسن تربيته.. لم يسرق ليطعم طفله وزوجه.. بل يذهب ليقتات بالحلال.. من عرق جبينه..
بعد صلاة الفجر يذهب وزملاءه الى ميزان الحسيني ليأخذ دوره في انزال حمولة بعض القواطر بعد ان زاد وزنها، ويرجع مسرعا بعد ان يأخذ اجرته ليفرح طفله وزوجه ان هذا اليوم سيكون اجمل من سابقه.. لكن جنود نقطة الحسيني لا يأبون ذلك.. فدائما ما يقاسمونهم اتعابهم اتاوات.. لكن “عليان” الأبي الشجاع العفيف أبى ان يشاركه ذاك الجندي المعتوه عرق جبينه.. لم يأب المعتوه بالدم المعصوم ، لأن من يفقهه يقول له.. نحن البلاد والعباد.. وغيرنا الا مابقي من الزاد.
هكذا كان فجر الخميس الاول من فبراير 2024م فاجعة لنا.. واكتملت بموت الضحية احمد عوض عليان البارحة ولازال الجندي المتهم مترندعا في نقطته وفي حماية قائده ، لم يكترث بقدوم الجهات الأمنية في شرطة تبن ومطالبتها بتسليمه للجهات الأمنية.
نعلم يا فقيدنا “راضي” انك من اسرة بسيطة.. لا تعرف ولا يعرفك القائد المغوار “حمدي شكري” ليعيد لك ولاسرتك ولاهلك حقك.. ولا تعرف القائد “الوالي” ليلزم احد تابعيه بطرفة عين ليسلم القاتل.. ولست من قبيلة “جلال عبدالقوي شاهر” ليعلن نكف لقبيلته ليشعر الظالم ان هناك طوفان من الرجال قادمون.. ولست من آل “باكازم” ولست ولست.. لكني اجزم انهم سيلبون النداء.. كل هذا ليس ضعفا او وهنا من اهلك وناسك يا فقيدنا..فنحن لها..ولن يهدا لنا بال..ولن يوارى الثرى جسمك الطاهر..حتى يستقيم العدل وينال المجرم جزاءه.