الجمعة , 22 نوفمبر 2024
107 أيام مرت على حرب تأبى أن تضع أوزارها، فاقمت المأساة الإنسانية لأقصى درجة، ورفعت حرارة المواجهات الخارجية ومخاوف توسع النزاع حد الاشتعال، وباتت المنطقة على بركان خامد يوشك على الانفجار.
وكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، السبت، واحتدم القتال في القطاع، وقُتل حوالي 25 ألف شخص منذ بداية الحرب، حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأفادت حماس باندلاع معارك عنيفة في شمال القطاع المحاصر والمدمّر. وبحسب الحركة، فقد قُتل 178 شخصا وأصيب 293 آخرون في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 62681 شخصا منذ بداية الحرب.
وشنت إسرائيل قصفا بالمدافع وغارات جوية إسرائيلية مكثّفة خصوصا في مدينة خان يونس (جنوب) التي باتت الساحة الجديدة للقتال البرّي والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ قواته، مدعومة بإسناد جوي وبحري، تدمّر “البنية التحتية” للفصائل الفلسطينية في جميع أنحاء القطاع، كما استهدفت منصّات إطلاق صواريخ في خان يونس.
وألقى الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح التي يتجمع فيها عشرات آلاف النازحين مناشير تُظهر صور الرهائن وتدعو السكان إلى مشاركة أي معلومات عنهم.
وفي رفح “قُتل خمسة أشخاص بينهم امرأة” في “قصف استهدف سيارة مدنية”، وفق حماس.
من جهة أخرى، تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في الضفة الغربية، لا سيما في الخليل وقلقيلية وجنين، على ما أفادت وكالة أنباء “وفا” الفلسطينية التي أشارت إلى أنها نفّذت اعتقالات.
كما أشارت إلى هدم منزلين في الخليل يعودان لناشطين فلسطينيين.
رفض السيادة الفلسطينية
يأتي هذا فيما كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على غزة لـ”ضمان ألا تُشكّل بعد الآن تهديدا لإسرائيل”.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنّه “في محادثته مع الرئيس (الأمريكي جو) بايدن، أكّد رئيس الوزراء نتنياهو مجددًا سياسته المتمثلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكّل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية”.
وكان نتنياهو أكّد رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية معتبرا أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى “السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن”.
حل الدولتين
وأبدى بايدن تمسّكه بحلّ الدولتين موضحًا أنّ “هناك عددا من الأنواع لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليست لديها جيوش”.
وفي سياق متصل، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، السبت، أنّ “رفض قبول حلّ الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول”.
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه، السبت، أنّ “للفلسطينيين الحق في السيادة وفي إنشاء دولة”، مؤكداً عبر منصة إكس أنّ “فرنسا ستبقى وفية لالتزامها من أجل بلوغ هذا الهدف”.
ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة نتنياهو.
جحيم ومآس إنسانية
وأعربت منظّمة الصحة العالميّة عن أسفها لـ”ظروف الحياة غير الإنسانيّة” في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما في ذلك الاتّصالات.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن 375 ألف شخص مهددون بـ”سوء تغذية حادّ” في غزة.
ونزح ما لا يقلّ عن 1,7 مليون شخص بسبب الحرب في غزة، حسب أرقام جديدة صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أعلنت، الجمعة، أنّ نحو 20 ألف طفل ولدوا “في جحيم” الحرب منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في “ظروف لا يمكن تصورها.
بينما عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها بشأن عدد “النساء والأطفال” القتلى، محذّرة من صدمة “تستمر لأجيال”.
مخاوف توسع النزاع تتفاقم
ومع دخول الحرب شهرها الرابع، تبرز الخشية من اتّساع نطاقها وسط تبادل يومي للنار على الحدود الإسرائيليّة اللبنانيّة، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن وتكثيف الضربات الأمريكيّة ضدّ مواقع لهم في اليمن.
وفي جنوب لبنان، قُتل مدني وعنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما، حسب ما أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية وحزب الله.
فيما تصاعدت التوترات في سوريا مع مقتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني في ضربة نسبها الحرس إلى إسرائيل، فيما توعدت طهران بالرد “في الزمان والمكان المناسبَين”.
وأسفرت الضربة عن مقتل 10 أشخاص، بينهم الإيرانيون، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقد استهدفت حي المزة في غرب دمشق حيث تقع مقار أمنية وعسكرية سورية عدة، وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية.
ووصف الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الضربة بـ”الهجوم الجبان”، مؤكّدا أنّ طهران لن تتركها “بلا ردّ”.
وقال: “إضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ إيران بالحق في الردّ في الزمان والمكان المناسبَين”، فيما رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة.
وفي العراق، أطلق مسلّحون مدعومون من إيران، السبت، صواريخ بالستية وصواريخ على قاعدة عراقية تؤوي جنوداً أمريكيين ما أسفر عن إصابة عسكري عراقي بجروح واحتمال إصابة عدد من العسكريين الأمريكيين بارتجاج دماغي، بحسب ما أعلن البنتاغون.
وتبنّت الهجوم ما يطلق عليه “المقاومة بالعراق”، وهي شبكة فصائل مسلحة موالية لإيران، سبق أن شنت عشرات الهجمات على التحالف الدولي المناهض لداعش منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.
وأعلنت الولايات المتحدة السبت أنها شنّت ضربات جديدة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن مستهدفة صاروخا مضادا للسفن كان “جاهزا للإطلاق”.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، يشن الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على أنحاء واسعة من اليمن هجمات على سفن يعتبرون أنها على صلة بإسرائيل، واضعين ذلك في إطار دعم الفلسطينيين في غزة.
ودفعت هجمات الحوثيين الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول إلى تشكيل تحالف بحري دولي يسيّر دوريات في البحر الأحمر لحماية حركة الملاحة من هجمات الحوثيين.
ووجّه التحالف ضربات استهدفت الحوثيّين في اليمن للمرّة الأولى في 12 يناير/ كانون الثاني، طالت رادارات وبنية تحتيّة لصواريخ ومسيّرات.
ومذّاك، نفّذت الولايات المتحدة سلسلة ضربات أخرى استهدفت خصوصا منصّات إطلاق صواريخ.
وتُمثّل الضربات التي شنتها واشنطن السبت السلسلة الخامسة من الضربات الأمريكية على الحوثيين في الأسابيع الأخيرة.
واندلعت الحرب التي دمّرت قطاع غزّة وشرّدت أكثر من 80% من سكّانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لـ”فرانس برس” يستند إلى أرقام رسميّة.
كذلك، احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصا رهائن ونُقلوا إلى غزّة، وأطلِق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ولا يزال 132 منهم في غزّة، ويُعتقد أنّ 27 منهم لقوا حتفهم، ووفق إسرائيل.
قالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن 25105 فلسطينيين قتلوا وأصيب 62681 آخرون في الهجمات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضافت الوزارة أن نحو 178 فلسطينيا قتلوا وأصيب 293 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة
اعلامي جنوبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024