كان استاذنا ولسان حالنا ، الاعلامي الجنوبي المخصرم ، علي السقاف ومن اذاعة هنا عدن ، يجمعنا في يد واحدة ، قوية قادرة على طرق الابواب والغرف المغلقة ، كنا بصوته وصراحته وجرأته، محمكة المساءلة في حضرة المسؤول .. لكن علي السقاف مات ، فهل ماتت معه محمكة الشعب، وتوقفت اعواد وحبال إستنطاق الحقيقة عن شدها وخناقها ، بتوقف خفقان قلبه !!
تابعت بحزن هذا الفقد والمأتم الكبير في الوسط الشعبي والاعلامي ، ولم اجد ردود فعل تشاطرني هذا المصاب الجلل اكثر من قطاع الاذاعة والتلفزيون الجنوبي، واقل منه بكثير قطاع الشعب ونخبه .. ما اقل شعبنا وفاءا وما اكثر وفاء السقاف، قلتها مستحضرا مقولة ” احمد يحيى الثلايا” في شعب الجمهورية العربية اليمنية ” لعنة الله على شعب اردت له الحياة واراد لي الموت ” شعبنا مختلف تماما ولا يشبه ذات الشعب في شيئ ، و قطاع الاذاعة والتلفزيون الجنوبي المعبر عن لسان حاله ، باشر في اعطاء الفقيد السقاف واجب التخليد إسماً وذاكرة ونضال ووفاء ومبدأ وهدف ورسالة وفي الاستمراريةصوت ورسالة ، تولى هذا القطاع ، المهمة وناب الشعب ونخبه ، ولديه في هذا النهج الذي ارساه الفقيد على مدى عقود، ما تتعزى به فئات وشرائح شعبنا ، ودون شك سيعيد لها محكمتها وصوتها في اولئك الشباب الذين يقتفون اثر الحقيقة المرة على وفي مسيرة فقيد الاعلام الجنوبي علي السقاف .
علي السقاف وجد لنجد فيه الحقيقة المرة و الصعبة على التأكيد ، جاء ليلملمنا ويعيدنا إلينا كجبهة واحدة، إسمها المساءلة والمصراحة مع من يعتقدون انهم فوق الاجابة عن سؤالنا الملح – ماذا ولماذا وكيف واين – .
سيبقى علي السقاف في اسماعنا وذاكرتنا، في حاضرنا ومستقبلنا ، صوتنا الكبير والتعبير المعبر ، عنا اذ تخوننا التعابير والكتابات والنقاشات عن مساءلة المطلوبين للمساءلة بصراحة وبتجرد . ملامحنا بدونه ستصبح مجهدة شحيحة نحيلة كمحياه قبل الرحيل الاخير .