لا يوجد قضية سياسية ومظلومية إنسانية مثل تهامة على المستوى العالمي والعربي، ويتفق الجميع في ذلك. ولكن ما يجعلها لا تنال حضورًا شعبيًا وإقليميًا هو أن تهامة بحاجة إلى محامٍ شجاع يستطيع توثيق المظلومية التي تتعرض لها والتعبير عنها بشكل صحيح ومقنع.
طبعًا، سأحكي لكم قصة المحامي:
كان هناك إنسان مظلوم ومورس ضده كل أنواع الظلم، وذهب إلى المحكمة من أجل أن يشكو. فقالوا له: عليك الذهاب إلى محامٍ يكتب كل ما تعرضت له بطريقة مناسبة حتى يقرأها الحاكم وتحصل على حقوقك. فذهب إلى المحامي وعندما وجد المحامي طلب منه المحامي أن يشرح له ما تعرض له. والمحامي يكتب وينسق ويرتب ذلك بطريقة مناسبة. وعندما انتهى المحامي من الكتابة وقراءها عليه، ( بكى ) . فقال له المحامي: لماذا تبكي؟ فقال: كل هذا الظلم عليّ وأنا لا أعرف.
نحن في تهامة بحاجة إلى شخص يصيغ ما تتعرض له تهامة بشكل صحيح ويعمل على أقناع المجتمع الدولي والإقليمي بأن هناك جغرافية تتعرض للظلم منذ مائة عام وتمارس فيها كل أنواع الظلم.
نحتاج إلى كوادر تتعامل مع الجانب الدبلوماسي الدولي وتنقل له تهامة ومعاناتها بكل التفاصيل، تخاطب المجتمع الدولي والإقليمي باللغة التي يفهمها وبالمنطق الذي تبنى عليه المصالح.
يجب أن يكون لدينا فريق دبلوماسي قوي يستطيع التفاوض مع المجتمع الدولي والإقليمي لكسب دعمهم وتضامنهم في مساندة تهامة. وهذا يتطلب برنامج سياسي متكامل يستطيع إظهار نضال تهامة وأهميتها للعالم، وكذلك استخدام لغة دبلوماسية وسياسية تعبّر عن معاناة الشعب في تهامة وتستدعي اهتمام المجتمع الدولي.
تهامة تشكل أهمية للمجتمع الدولي والإقليمي وتحتاج من أبنائها التحرك بطريقة مناسبة ونستطيع من خلالها أن نقنع المجتمع الإقليمي والدولي بأن مصالحهم مع أهل الأرض وليس مع الوافد المتسلط عليها.