لطالما سعت قيادة المملكة إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط؛ إيماناً منها بأن استقرار المنطقة هو جزء لا يتجزأ من استقرار المملكة، ومن هنا لم تدخر المملكة وسعاً في التدخل في الخلافات والأزمات التي تشهدها دول المنطقة، والعمل على رأب الصدع فيها، وإعادة المياه إلى مجاريها، وهو ما أقدمت عليه في الأزمة داخل اليمن.
وبعد ثمان سنوات من حرب طاحنة ، باتت المملكة تؤمن بأهمية دولة اليمن بالنسبة لها، باعتبارها امتداداً للمملكة من ناحية الجنوب، وبالتالي فإن استقرار اليمن ينعكس على استقرار المملكة، ولذلك لا تتأخر المملكة قيادةً وشعباً في دعم اليمن، والوقوف بجانبه في جميع الظروف والأوقات، وتجلى هذا المشهد في النزاعات التي شهدتها اليمن في السنوات الأخيرة، في محاولة لتهديد الشرعية في البلاد.
وبعد ثمان سنوات من اعلان السعودية دعم الشرعية والحرب على الانقلابيين الحوثيين، هاهي عناوين وصفحات صحفها تعلن أن المملكة تبذل الجهود الدبلوماسية المكثفة، في محاولة منها للانتقال باليمن من مرحلة النزاعات إلى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن والتركيز على تحقيق تطلعات الشعب ، نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي.
وليس خافياً على أحد أن اليمن يحتل مكانة كبيرة من اهتمامات المملكة وقيادتها، وجاءت هذه المكانة من العلاقات الطيبة والوثيقة بين القيادتين والشعبين الشقيقين، وصلة القرابة والنسب بينهما، فضلًا عن المصير المشترك، والتقارب في العادات والتقاليد، وهو ما يجعل المملكة تهب لمساعدة اليمن في أزماته ومحنه، من أجل هدف واحد، وهو الانتقال باليمن نحو المستقبل المزدهر، بشكل يحقق تطلعات المواطنين.