ليس كل من تمنى لوطنه ناله ، بل من عمل وناضل وصابر وتمسك بمبادئه فإن وطنه سينال ما تمناه، وليس كل من ناضل حقق أهداف وطنه، إلا إذا مزج المناضل كينونة نضاله بالحكمة والمرونة والتضحية والمثابرة التي بها سيلم شمل أبناء وطنه، وبذلك سيرى الوطن أبنائه يميطون بسواعدهم لثام شمس حريته، التي غابت عنه منذ بزوغ ظلمة الوحدة الظالمة والمضطهده له ولإبنائه .
هذا المناضل المفعم بهذه المزايا هو الرئيس/ عيدروس الزبيدي، الذي نضاله يوماً بعد يوم يفاجىء ويذهل وطنه قبل أن يذهل أبناء وطنه، بإنجازاته الإستثنائية التي تصب في مصلحة أرض الجنوب نحو إستعادة دولته . فمن غيره أستطاع أن يروي إنجازاته عسكرياً وسياسياً ووطنياً وأخلاقياً وإجتماعياً وإنسانياً : –
فأما عسكرياً فذلك حين _ ورغم المؤامرات _ أستطاع الزبيدي وبفترة وجيزة أن يُقنع ويُدعم من قبل الأطراف الأقليمية والدولية، لأنشاء وتجهيز جيش جنوبي الذي قد أبادة الوحدة كل مؤسساته وقوامه وكادره الذي تم معاملته كنازح في أرضه والذي سُلبت منه كل حقوقه .
أما سياسياً فقد أثبت الرئيس/ عيدروس الزبيدي لوطنه وأهله وأيضاً أعدائنا، أننا لن نظل واقفين كمتفرجين للسيناريو الأقليمي والدولي الذي يُحاك علينا، بل يجب أن نكون ليس فقط شُركاء بل نكون أحد المؤلفون لهذا السيناريو، وأن لا نجعله يرسي كاملاً ضد شواطىء إستعادة دولة الجنوب .
هذا العمل السياسي الجبار الذي فرض الزبيدي نفسه كرأس حربة، حين تم أختياره ، في الوقت الحالي، كأحد نواب المجلس الرئاسي، علماً أنه في المستقبل القريب سيكون أحد الحكام الذين سيرسموا مستقبل أرض الجنوب نحو جنة الحرية .
أما وطنياً فقد أرتسمت في لوحة زيارتك اليوم لمحافظة أبين، التي بها فاجئت ليس فقط أبناء وطنك بل أيضاً المجتمع الدولي والأقليمي وأيضاً أعداؤنا، الذين كانوا يعزفوا فيما بيننا وتر المناطقية والإرهاب . هذه الزيارة التي أزاحت عن عيون العالم الخارجي، الغشاوة الإرهابية التي خلقتها الحكومة الشمالية في أحشاء أبين، لتشويهها لأجل إستنزاف الدول المجاورة والصديقة بذريعة مكافحة الإرهاب .
هذه الزيارة التي مثلت ليس فقط حصاد الثمار الناضجة لعملية سهام الشرق ضد الإرهاب، التي عشقها كل قبائل أبين التي أنتفضت ببيانات نارية مفادها تحريم تراب أبين من أن تطأ فيها أقدام فلول القاعدة الإرهابية، بل أيضاً كانت هذه الزيارة لأعداء الجنوب، الصفعة الموجعة التي بها قطعت شريانهم المغذي للمناطقية فيما بين أبناء الجنوب والذي نجحوا بإستخدامه لتفرقتنا منذ الأزل .
هذه الزيارة التي زُينت باللقاء التشاوري الذي نظمة المجلس الأنتقالي في محافظة أبين لوجهاء وأعيان ومشائخ قبائل أبين، والتي حملت في طياتها رسالة واضحة وقوية للأقليم والمجتمع الدولي، مفادها بأن الجنوب وتحديداً أبين بيئة رافضة وغير قابله لأحتضان الإرهاب .
أما أخلاقياً فقد رايناه ومازلنا نراه في كل لقائته وظهوره على الوسائل الإعلامية، التي دائماً تُظهر لنا مدى إتزان أخلاقه ونقاء حصافة لسانه الذي لم ينطق أبداً بكلمات غير مهذبة، ليس فقط على شخصيات سياسية او قيادية مهما أختلف معهم في الرؤى والأهداف، بل أيضاً على من أستخدم ضده كلمات بذيئة، وبل أيضاً لا يستخدمها حتى ضد أعدائه .
أما إجتماعياً وإنسانياً وتكريماً لمن أهدأ روحه لحماية وصون أرض الوطن، هي الزيارة _ التقديرية والمثمنة لشهادته _ لرئيس/ الزبيدي للمنزل رجُلنا وقائدنا ومناضلنا الشهيد/ عبداللطيف السيد، الذي كان الشعلة التي أحرقت أكواخ فلول القاعدة الإرهابية، التي كانت ومازالت في مماته ومحياه ترى وجه شهيدنا على سطح الماء حين يشربوه .