السبت , 23 نوفمبر 2024
القمندان نيوز – تقرير-حسين العاقل
تعد مديرية حريضة من أهم مديريات محافظة حضرموت المنتجة لخام النفط والغاز الطبيعي، وتقع إداريا ضمن مديريات وادي وصحراء حضرموت، تقدر مساحتها بحوالي 1222 كيلو مترا مربعا، ويقدر عدد سكانها بحسب نظام الإسقاطات السكانية للجهاز المركزي للإحصاء عام 2019م، بحوالي 28,527 نسمة.
حيث تشكل مديرية حريضة مع مديريات ( غيل بن يمين والضليعة وساه ووادي المسيلة) أبرز المديريات التي تعمل فيها عدد من الشركات النفطية العالمية، منذ أكثر من 18 عاما وتمارس فيها عمليات الإنتاج والتصدير لثروات أبناء حضرموت خصوصا والجنوب عموما، بطرق وأساليب غير مشروعة بالشراكة مع زعماء القبائل اليمنية وهوامير النهب والفساد لنظام سلطة صنعاء، الذين استباحوا أراضي محافظات الجنوب عام 1994م، وعاثوا فيها نهبا وتدميرا وانتقاما عدوانيا.
ومن المعلوم اقتصاديا بأن هناك سبعة قطاعات نفطية مسجلة تحت الأرقام هي القطاعات ( المسيلة14، حواريم32, جنوب حواريم43,
شرق الحجر51, وشرق سار53, وشرق شبوة10, ومالك9).
وأود في هذا العرض الموجز أن أتناول خصوصية الوضع في مديرية حريضة التي يتعرض أبناءها ورجال قبائلها الأبطال لأعمال عدوانية وإرهابية، من قبل الوية النهب العسكري لما تسمى بالمنطقة الأولى المتمركزة في مديريات الوادي والصحراء تحت مزاعم حماية حقول النفط الحضرمي، وهي الوية قيادتها وقوام جحافل جنودها هم من محافظات اليمن المحتلة والمغتصبة للأرض والثروات في وادي حضرموت، وتقوم بأعمال القمع والقتل الإجرامي ضد أبناء المديريات المنتجة لخام النفط والغاز، وترتكب ضدهم أبشع جرائمها العدوانية، والدليل على صحة ذلك ما أقدمت عليه تلك الألوية قبل أسبوعين من حماقات انتقامية في قصف مناطق مديرية حريضة وتجمعاتها السكانية بقذائف المدفعية والدبابات وألأسلحة المضادة للدروع والطيران..
تعمل في مديرية حريضة الشركة النفطية الكندية المسماه بشركة Calvalley Petroleom Company، التي ابرمت معها هوامير القبلية والتجارية عقود حق الامتيار لاستكشاف النفط وإنتاجه، تحت يافطة وزارة النفط والمعادن بالجمهورية اليمنية، ومن أبرز وكلائها المشاركين بأعمال النهب مجموعة هائل سعيد أنعم المعروفة بشركة هود أويل المحدودة، حيث تتقاسم حصص الإنتاج مع شركة كالفالي الكندية وشركة ميدكو الإندنوسية في قطاع (مالك9) الواقع في مديرية حريضة، وفي عام 2000 اشترت شركة هود اويل أكثر حصص الإنتاج من شركة كالفالي(انظر رابط: مجموعة شركة هائل سعيد هود المحدودة).
وبحسب المعطيات المعتمدة من مصادرها الرسمية (الجمهورية اليمنية، وزارة النفط والمعادن) في عام 2008م، فإن قطاع مالك9 الواقع كما ذكرنا في مديرية حريضة، فقد بدأ الإنتاج الفعلي منه لخام النفط في عام 2005م، وتقدر مساحة قطاع مالك9 بحوالي 350 كيلو متر مربع، وتمثل نسبة 28,6% من مساحة المديرية الكلية، ويحتوي هذا القطاع على 4 حقول به أكثر من 720 بئرا منتجة للنفط والغاز الطبيعي, حيث يتم نقلها من منطقة الخشعة بواسطة الأنابيب إلى ميناء الضبة، وبواسطة أسطول من الناقلات الضخمة إلى مصفاة صافر في محافظة مأرب اليمنية.
وعلى الرغم من مزاعم محدودية الإنتاج لخام النفط الذي يتراوح ما بين 8 – 10 ألف برميل يوميا، إلا أن هذه الكمية التي أعلن عنها قبل 17 عاما، قد زادت إضعافا مضاعفة، بينما بيانات شركات كالفالي الكندية ومجموعة هائل هود وميدكو، تحريص كل الحرص على سرية الإنتاج، وما زالت متمسكة على إخفاء حقيقة كمية الإنتاج اليومي من خام النفط والغاز حتى يومنا هذا!!!؟؟.
وفي سبيل توضيخ بعض خفايا أسباب تلك الممارسات العدوانية للألوية العسكرية التابعة لزعيم الإرهاب اليمني علي محسن الأحمر، بقيادة المدعو صالح طيمس (الجنوبي) ويحيى أبو العوجاء رئيس هيئة الأركان (الشمالي)، فأنهما يحصلان على مبالغ خيالية من قبل شركة كالغالي وشركائها، تقدر بحوالي 43,409,000 دولار سنويا، أي بواقع 118,928 دولار يوميا.
ونتيجة هذا المبالغ الضخمة غير المشروعة، التي تدفع كجباية لقيادة الألوية اليمنية، تحت مزاعم حق الحماية، فمن المؤكد بأنها سوف تمارس كل الوسائل والأعمال الإرهابية والإجرامية ضد أبناء مديرية حريضة بصفة خاصة وإبناء المديريات المنتجة للنفط والغاز في محافظة حضرموت بصفة عامة، حفاظا على نزوات نهبها وحصص مصالحها، في حين يشاهد أبناء تلك المديريات بأم أعينهم منشٱت شركة كالفالي وشركائها وهي محصنة يمنع عليهم الاقتراب منها، كما يشاهدوا شبكة الأنابيب والناقلات الضخمة وهي تستنزف وتنتهك سيادة ثرواتهم المحرومين منها، وعندما فاض صبرهم واشتد غضبهم من تلك الممارسات العدوانية، فقد خرجوا للتعبير عن رفضهم لبقاء قوات الهيمنة والاحتلال، مطالبين برحيلها من أرضهم وعن حقهم في حماية الشركات المنتجة واستحقاقاتهم المشروعة في الإشراف والمراقبة المباشرة على الٱبار والحقول، فضلا عن استفادة أبناء تلك المديريات من حصص إنتاج أرضهم وتحسين حياتهم المعيشية، وذلك من خلال حصولهم على التوظيف والتأهيل وتطوير البنية التحية لمديرياتهم والحفاظ على سلامتها البيئية وغيرها.
وأمام هذه المطالب المشروعة، فقد تفاجأ أبناء مديرية حريضة باقدام ألوية الاحتلال اليمني، على توجيه فوهات ترساناتها العسكرية لتقصف القرى، مع فرض نقاط التفتيش وملاحقة كل من يطالب بتحرير أرضهم ورحيل الغزاة والمحتلين منها، وهذا السلوك الإرهابي اشتدت همجية حدته في القصف العنيف على القرى والتجمعات السكانية وعلى المزارع خلال الأسابيع المنصرمة، وتحديدا على أبناء قبيلتي (النهدي والجعيدي).
كما زادت ضراوة الحقد والاستفزاز على أبناء محافظة حضرموت، منذ قيام الهبة الشعبية الحضرمية الثانية المباركة، برئاسة المناضل الشيخ حسن سعيد الجابري وزملائه المناضلين من شيوخ ومقادمة حضرموت الأحرار، لتحرير مديريات الوادي والصحراء من قوات البغي والاستكبار، وانتزاع حق أبنائها في حماية ثرواتهم المهدورة.
إن مناضلي شعبنا الجنوبي على ثقة ويقين بأن صبر أبناء مديريات إنتاج وتصدير النفط والغاز المنهوب، من محافظة حضرموت وشبوة، سوف لن يطول مداها، وبمشيئة الله تعالى ستتحقق مطالب (هبة) أصحاب الأرض والسيادة، وحتما لن يضيع الحق وبعده مطالب.
د. حسين مثنى العاقل.
عضو هيئة التدريس بجامعة عدن وعضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
3 مارس 2022م.
نوفمبر 11, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 8, 2024