استنتاجاً لمعطيات الواقع وملامسة للانسجام الجنوبي التام وقراءة لتحول المتراجحة العالمية الى معادلة متكافئة الاطراف، كلها عوامل مؤاتية تجعل من ذكرى فك الارتباط 21 مايو، توقيت هو الانسب للنطلاق بخطوات ثابتة نحو فك الارتباط التام…
إن قرار عقد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حاضرة الجنوب حضرموت في 21 مايو عقب انعقاد اللقاء التشاوري الجنوبي والتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي جميعها تفضي لإثبات مطالب العالم من قادة الشعب الجنوبي تأكيدا على واحديته، وتم الاثبات.. تسلسلاً بعد اشراك الجميع في العمل والقيادة بهيكلة عادلة على برنامج الحكم للمجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الجامع لإرادة شعب الجنوب..
وكوننا شعب مزقنا كيد الاحتلال، لا يهمنا مظهر برنامجنا البرتكولي للعالم بقدر ما يهمنا اننا شعب استطعنا بقيادتنا السياسة كسر حواجز الحدود والمناطقية الوهمية التي عكف الاحتلال على زراعتها في نفوس ابناء الجنوب طيلة عقود، بإزالتها اليوم فعلياً هو الإنجاز الأكبر ولبنة الأساس الأهم التي تبنى عليها ركائز صنع الدولة التي يجب علينا الشروع بها واحدة تلو الأخرى صبيحة الإحتفال بالذكرى، وإنعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية فوراً ودون تاخير ..
لمطالعة جميع الجوانب المؤهلة لقيام الدولة وبدء تأسيسها واصلاحها الأمر الذي يتطلب مزيداً من الجهد والوقت بلاشك، ونسرد في هذا الحيز ما يمكننا بغرض ايصال الرسالة للمتتبع…
سياسياً بعون الله وبجهود قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تحققت انجازات ستظل محل افتخار الشعب وتعد اللحظة التي نحياها الان خير دليل،ومازالت تتحقق النجاحات تتابعاً… عسكرياً الانتصارات منقطعة النظير لأبطالنا الميامين بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء وما تزال جهود التأهيل مستمرة في الجانبين العسكري والأمني وبكفاءات جنوبية ذوي خبرات مشهود لها..
يبقى الحديث الاهم في الجوانب الاخرى التي تمكننا من فك ارتباطنا التام واعتمادنا على انفسنا ولا سواها، ياتي ابرزها.. الجانب الاقتصادي، اذ رسمت قيادة المجلس الانتقالي هذه الاهداف مسبقاً وشكلت اللجان المختصة – الاقتصادية، الاكاديمية، الطبية،… الخ – لكن بقت ادوارها شبه معدومة على الواقع المعاش..
ولكوننا اليوم نقف على اعتاب التحرير الناجز وجبت الضرورة بذل مزيدا من الجهود توافقاً مع إشراك كل كفاءات الوطن المختصين في شتى المجالات لنعمل على خلق مؤسسات دولة تلامس احتياجات الشعب وتجعلنا نعيش استقلالية تامة بداية بالملف الاقتصادي كأهم مرتكز حيوي يدعم كافة المرتكزات الاخرى..
ولم يعد الأمر حصراً على كوادر مختصة وقيادات بل الشعب هو المحور الأساسي للنهوض بتوفير البيئة المهيئة لشراكته….
وفق الله قيادتنا السياسية وسهل الله لشعبنا الجنوبي العريق سبل التحرير الناجز وانشاء دولته الفيدرالية المنشودة ..