كشف رئيس تحرير موقع نِداء حضرموت الأخباري محمد العماري تفاصيل صادمة عن انتشار الأدوية المنتهية بمدينة المكلا عاصمة حضرموت، فاتحًا بذلك أبواب الوعي للمواطنين وموجهًا الدعوة للجهات المعنية لفرض رقابة على القطاع.
وقال العماري: تخيل أنك تسير في أزقة مدينة المكلا، تتجاوز الباعة المتجولين وتصل إلى إحدى الصيدليات لشراء الدواء الذي تحتاجه أنت أو طفلك أو أحد أفراد أسرتك، تتعامل مع الصيدلي، ويعطيك الدواء مباشرة ودون أن تلقي نظرة على تاريخ انتهاء الصلاحية، و تستخدم الدواء المنتهي وتتبع آثاره السلبية على صحتك. هذا الأمر يكشف لنا أننا نعيش في عالم يملؤه الجشع والتجاهل على حساب المواطن الضعيف في ظل غياب تام لأهل الاختصاص بهذا الأمر.
وأضاف: في مساء يوم الاثنين الماضي الموافق ١ مايو، اتصل بي أحد الشباب ليروي لي قصته.. قام الشاب بشراء هذا الدواء من إحدى الصيدليات المشهورة التابعة لمستشفى خاص، والتي تحظى بسمعة عالية في المدينة وحتى في المحافظات المجاورة، و قبل استخدامه اكتشف أن هذا الدواء منتهي الصلاحية بتاريخ ١/ ٢٠٢٣. الشاب عاد إلى الصيدلية ليطلب استرجاع الدواء وأخبر الصيدلي بما حدث، ولكن كان الجواب الذي تلقاه باردًا للغاية. الصيدلي يدعي عدم علمه بكيفية وصول هذا الدواء إلى رف الأدوية ، ومن ثم استبدل الدواء المنتهي بآخر سليم وعاد الشاب إلى منزله.
وتابع العماري حديثه بأن الأمر المثير للانتباه هنا هو برودة الصيدلي واستخفافه بأهمية مراجعة المنتجات الدوائية التي يقدمها. يبدو أنه لا يتم إجراء فحوصات دورية ولا يوجد اهتمام حقيقي بصلاحية استخدام الدواء، هذا الاهمال الفاحش سيتسبب في تأثيرات سلبية على صحة العديد من المرضى الذين لا يملكون المعرفة الكافية في مجال صلاحية الدواء ومدى أهميتها. في الواقع، لم يكن لدي تصور أبدًا بأن مثل هذا الحادث قد يحدث في بلادنا، ولكن للأسف يبدو أننا نتجه نحو طريق غير معروف، إننا نعيش حقًا في بقعة متسخه تمتلئ بالقاذورات.
وأوضح العماري بأن الشاب الذي تواصل معه لم يكن يعلم أي جهة مسؤولة يمكنها محاسبة هذه الجهة المتسببة في بيع الدواء المنتهي. لذا، قرر استرجاع الدواء واستبداله بآخر صالح، حيث كانت حاجته ملحة لاستخدامه. مطالبا الجميع بأن يكونوا حذرين للغاية عند شراء أي دواء من أي صيدلية فعلى ما يبدو، نحن في بداية رحلة مريرة، إن لم أقل أنها الحالة الوحيدة التي وقعت.
وطالب جهات الاختصاص القيام بواجباتها من خلال النزول المباشر لمعالجة مثل هذه المشكلات ومحاسبة من تسبب فيها. وايضا على الخبراء والجهات المعنية بوزارة الصحة والمعنيين في الأدوية أن يوضحوا للناس علامات انتهاء صلاحية الدواء وكيفية التحقق منها، وغيرها من المعلومات الهامة .