بات “القات” مشكلة مزمنة داخل المجتمع اليمني، حيث يُقبل كثيرون على مضغ هذه النبتة على نطاق واسع، ما يسبب مشكلات في مجالات عدة.
ولا تقتصر مشكلات نبات “القات” في اليمن على الجوانب الاقتصادية أو الصحية، بل طالت حتى التخطيط الحضري للمدن بسبب انتشار أسواق بيعه في طول اليمن وعرضها.
ويشكل الانتشار الواسع لأسواق القات في اليمن أرقًا متواصلًا للسلطات المحلية بكافة المدن؛ نظرًا لبنيتها العشوائية وتشويهها للمظهر الجمالي.
ومؤخرا، تنبهت السلطات المحلية في مديرية صيرة “كريتر”، مركز العاصمة المؤقتة عدن، لهذا الأمر ودفعت حملة أمنية رسمية لإزالة أسواق القات من المديرية.
إزالة أسواق القات في عدن
انطلقت حملة أمنية في مديرية صيرة (كريتر) بمدينة عدن، يوم الأحد 30 أبريل/نيسان، بالتنسيق مع السلطات المحلية، بهدف إزالة أسواق القات بشكل نهائي.
وقالت مصادر في السلطة المحلية في عدن لـ”العين الإخبارية” إن الحملة تهدف إلى إزالة أماكن بيع القات في عدن؛ نظرًا لتسببها بازدحام الشوارع، وتشويه الوجه الجمالي للمدينة.
واعتبرت المصادر أن موقع سوق القات الحالي في كريتر يؤدي إلى الكثير من المشكلات الحضرية داخل المدينة، ويعيق سلاسة حركة المواطنين، خصوصاً في منطقة شعبية وعريقة كهذه.
وأكدت المصادر أن إزالة أسواق القات من مواقعها الحالية يتبعه تحديد أماكن خاصة بهذه الأسواق في أطراف المديرية، حتى لا تتسبب بالازدحام أو تشويه المظهر العام للمدينة.
واستهدفت الحملة إزالة البسطات والمفارش الخاصة ببيع القات في وجود الأجهزة الأمنية وممثلين عن السلطة المحلية في المديرية، بحسب المصادر في السلطة المحلية.
أسواق القات “مظهر سلبي” في اليمن
وبحسب مواطنين في مديرية صيرة، فإن أسواق القات تسببت بتشويه المظهر العام للمدينة، خاصة أن منطقة “كريتر” تمثل حيًا تاريخيًا وعريقًا في عدن، وتمتاز بأسواقها الشعبية العتيقة التي يفوح منها عبق الزمان.
وهذا يعود إلى الدور الاقتصادي والتجاري لمدينة عدن الذي امتازت منذ قرون، الأمر الذي يجعل من أسواق القات تهديدًا لهذا التاريخ العريق الذي تتسم به المدينة.
الحملة لاقت استحسانًا من المواطنين خاصة أولئك الذين طالبوا بتنفيذها منذ فترة؛ نتيجة المظاهر التي تتسبب بها انتشار مثل هذه الأسواق وسط المدينة.
وأشاروا إلى أن أسواق القات باتت توفر ملاذًا لممارسي السلوكيات السلبية، وأوكارًا تحتضن من أسموهم بـ”البلاطجة” والمسلحين ومتعاطي الحبوب المخدرة.
واقترح المواطنون أن يتم تغيير موقع سوق القات إلى أماكن في أطراف مديرية صيرة، حتى لا ينتج عنها أي سلبيات أو مشكلات.
تاريخ كريتر الحضاري
تمتاز مديرية صيرة، التي تعرف قديماً باسم “كريتر”، بمعالمها التاريخية والسياحية وأسواقها الشعبية العتيقة ومبانيها التي تعود إلى مئات السنين.
وعرفت مدينة عدن بدورها الاقتصادي والتجاري حتى قبل الاحتلال البريطاني للمدينة أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث شكل مينائها الشهير داعمًا لهذا الدور التجاري.
وتأتي حملة إزالة أسواق القات في إطار الحفاظ على سمات مدينة عدن وأسواقها وحواريها التاريخية من أي تشويه حضاري قد يطالها، وهو ما يؤكده مسؤولون محليون