8 أعوام مرت على تحرير عدن من مليشيات الحوثي، وما زالت العاصمة المؤقتة “سهماً” في صدر المليشيات بعد أن تحولت لقاعدة متقدمة لمواجهة
المد الإيراني في اليمن.
فصبيحة الـ27 من رمضان، كانت عدن على موعد مع النصر بعد أن كاد ظلام الكهنوت الحوثي يلف كل شيء في ثغر اليمن الباسم، لتخط قوات التحالف العربي لا سيما القوات الإماراتية نصرا تاريخيا عم أرجاء المنطقة برمتها.
انتصار تاريخي، أحياه اليمنيون بشكل واسع النطاق وذلك في الذكرى الثامنة لتحرير عدن من مليشيات الحوثي والتي تصادف الـ27 من رمضان من كل عام، فيما أطلق نشطاء هاشتاق “عدن عنوان تحرير الجنوب” على مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بالبطولات الملحمية للقوات الجنوبية وقوات التحالف العربي.
السلام في اليمن.. فرصة ذهبية لإنهاء الصراع مغلفة بالتحذيرات ويعد الاحتفاء بتحرير عدن جزءاً من تكريس روح التلاحم الوطني الجنوبي واليمني وتمجيد تلك البطولات التاريخية للمقاومة الجنوبية وتخليد انتصاراتها والتذكير بالدور البطولي لقوات التحالف العربي، وعلى رأسها القوات الإماراتية.
وكانت عدن تحررت في 27 رمضان الموافق 17 يوليو/تموز 2015، في عملية أُطلق عليها “السهم الذهبي”، ومثلت تحولا استراتيجيا عسكريا، تغيّرت على إثره الخريطة اليمنية سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
ملحمة تاريخية ووصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي معركة تحرير عدن بـ” الملحمة التاريخية الخالدة” والتي “أعادت لثغر اليمن الباسم ضوء الحرية وأملاً لا ينكسر”.
وقال العليمي إن “8 أعوام مرت منذ تحررت العاصمة المؤقتة عدن من قبضة المليشيات الإرهابية المرتهنة للنظام الإيراني، بملحمة تاريخية خالدة مدعومة من دول التحالف بقيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، معيدة بذلك للثغر الباسم ضوءه، وللحرية أمل لا ينكسر”.
وأضاف العليمي أن تحرير عدن “مناسبة عزيزة لإرسال عظيم التهاني، ولتخليد ذكرى أولئك الأبطال صانعي النصر في ذلك اليوم المجيد، الذي شكل منعطفا أساسيا في معركتنا الوطنية من أجل استعادة مؤسسات الدولة، والانتصار لقيم التعايش، والحرية، والكرامة، والمواطنة المتساوية”.
واعتبر العليمي أن الذكرى تعد مناسبة أيضا لتجديد عهد الوفاء للشهداء والجرحى، ولإنصاف عدن وأهلها بالعمل على تخفيف المعاناة وتحسين خدماتها، وإعمارها وجبر ضررها، وتطبيب جراحها، وإعادة اعتبارها كرمز للتنوير والحرية، و التقدم الاجتماعي، ومنطلق للحركة الوطنية التحررية عبر التاريخ في كل أرجاء الوطن.
فاتحة الانتصارات ويشكل تحرير عدن فاتحة انتصارات توجت بتحرير معظم محافظات الجنوب واليمن عامة من دنس مليشيات الحوثي بفعل تضحيات بطولية قدمتها المقاومة الجنوبية وبدعم ومشاركة إماراتية فاعلة جوا وبرا وبحرا.
ووفقا لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد القوات الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي، فإن ذكرى تحرير عدن هو حدث مهم في تاريخ درة الجنوب اليمني.
وقال الزبيدي في كلمة للشعب الجنوبي إن: “تضحيات كبيرة قدمها شعبنا بقيادة المقاومة الجنوبية الباسلة لتحقيق هذا النصر، الذي مثّل حدثا مهما في تاريخ هذه المدينة المقاومة، وأبنائها الشجعان”.
وأكد أن عدن كانت وستظل عنوانا للرفض والمقاومة، لكل مشاريع الاحتلال ومحاولات الإذلال وستبقى على الدوام عاصمة الجنوب الأبدية.
وأشار إلى تضحيات أبطال معركة عدن من “الشهداء الميامين الذين خطّوا بدمائهم الزكية عنوان النصر المؤزر، الذي انطلق قطاره من العاصمة ولم يتوقف إلاّ بعد تطهير كل محافظات الجنوب التي كانت تحت وطأة احتلال المليشيات الحوثية”.
كما توجه بجزيل الشكر والعرفان للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين كان لدعمهم وإسنادهم دوره الأساسي والمباشر في كل ما تحقق من انتصارات.