أخيرا أفرج عن بعض الأسرى والمختطفين في الحرب اليمنية البغيضة، على أمل استكمال الإفراج عن البقية من الطرفين. لسنا بصدد النقاش عمن هو الأسير ومن هو المختطف فهذا موضوع يمكن الخوض فيه في غير هذه المناسبة. نحن نعرف كم هي المعاناة التي مر بها هؤلاء سواء من غُيِّب عن أهله وداره ومحبيه سنة، أو من مضى على أسره ثماني سنوات أو اكثر. إنه الألم اليومي والمرارات المتواصلة بلا انقطاع ليلا ونهار. لم يعرف الأسرى معنى الايام السعيدة من أعياد ومناسبات دينية أو وطنية او اجتماعية او عائلية لأن السجون لا تعرف السعادة. بعض الأسرى دخل السجن (الأسر) بكامل صحته وبكل قواه الجسدية والنفسية والذهنية، ويخرج اليوم حاملاً عاهة جسدية أو مرض أو خلل وظيفي عضوي أو معاناة نفسية بسبب سنوات الاحتجاز وعذاباتها القاسية وسوء المعاملة من قبل السجانين. في هذا البلد المنكوب بساسته وعسكرييه لا يعرف الناس معنى الأسر أو ثقافة السجن وحقوق السجين فالقائمون على المؤسسات العقابية ومعظم السياسيين، يعتبرون الأسير أو السجين عدواً وخائناً ومارقاً ومجرماً حتى لو كان أسير حرب أو مختطفاً من وسط الشارع بلا تهمة، ولهذ فهو في نظرهم يجب أن يُعذَّب ويتأدَّب حتى يرتدع عن (جرائمه). وعلى هذه الخلفية فقد بعض الأسرى والمخطوفين حياتهم وأعيدوا لأهلهم جثثاً هامدة وخرج بعضهم باختلال عقلي أو عجز بدني أو مرض نفسي. نتطلع إلى إخراج جميع الأسرى والمختطفين من الطرفين وخلو السجون والمعتقلات من هذا النوع من المساجين. عندما شاهدت صورة الاسير البطل اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع الأسبق بمعية زميله في الأسر اللواء ناصر منصور هادي وبصحبتهم الناشط الحقوقي العقيد ياسر الحدي، رئيس ملف الأسرى الجنوبيين، انتباتني عبرة خانقة وكادت دمعتي أن تخذلني لتنساب على خدي، لا ادري إن كان ذلك فرحاً بانفراج حال هذا الاسير البطل أم قهرا على قهر الرجال على ايدي جماعات الهمج والغوغائية السياسية المدججة بالسلاح والجاهلية. نتطلع إلى وصول هذين الاسيرين محمولين على أجنحة الأمل والسلام. وعقبى للإفراج عن لاسير البطل العميد فيصل رجب وجميع الأسرى والمختطفين من الطرفين فالأسير والمختطف هو ضحية التمسك بالمبدأ أو الخداع السياسي وغسيل الدماغ من قبل جماعات الدجل السياسي