لن نبالغ ولن نذهب إلى أن ما تحقق يعد انتصارات كبيرة نربط عليها آمال محسومة نعم ثمة مكاسب سياسية وتعد نقلة نوعية ننطلق خلالها إلى تحقيق الهدف الأسمى .
لكن دعونا نضع الأمور بموضوعية لنفترض المجلس الانتقالي الجنوبي كان قد رفض هذه العملية السياسية المتمثلة بالمشاورات في ظل القوى جميعها انخرطت فيه وأيدته دول ورعتها بنفس الوقت دول لها تأثيرها بشكل أو بآخر سيتبقى السؤال ..
ما هو البديل وما هو المصير سياسيا للانتقالي ، ثم أن يبقى التسؤال هل ستشهد خطوات المجلس الانتقالي تقدما ملموسا أم سيحصر في حلقة ضيقة في ظل وجود حليف دولي قوي يدعم الانتقالي كان الأمر صعبا ؟
ودعونا نضع الدوافع والأسباب التي دفعت بالمجلس الانتقالي لخوض هذه المرحلة ، كلنا شهدنا الوضع المعيشي والخدمي وبشكل عام كيف ازتاد تفاقما وبات بثقله يشكل ثقلا كبيرا على المواطن في الجنوب وكيف عملت نفس الأبواق تحميل الانتقالي أسباب ما حدث ومع إدراكهم أن الأمر بالأساس مناطا بالحكومة وتشكيلات ما يسمى بالشرعية .
ثم لنضع أننا على صعيد عسكري محتقن تشعبت قواتنا الجنوبية بفتح جبهات قتال وضد خصوم متعددة لحماية مقدرات ومكاسب ثورتنا الجنوبية وهو ما زاد الأمر تعقيدا وكيف سترتب الأوراق وتنظم ما بعد المضي في الحلول الآنية لاتفاق الرياض وصولا إلى الحلول والمعالجات الشاملة والتي نصت مخارج اتفاق الرياض 2 على أن تكون قضية شعب الجنوب موجودة وبقوة وما يحقق تطلعات الشعب في الجنوب في منحه حق تحديد المصير … .
لنترك المكاسب السياسية من اتفاق الرياض فيما أنها تعد خطوة سياسية دبلوماسية تمكنا في الحضور المشرعن دوليا وأقليميا وكسب تحالفات بأفق أوسع ، وأن القضية الجنوبية ستكون أمام مناورات سياسية قادمة من داخل الوسط السياسي والدبلوماسي وكيف أضفى اتفاق الرياض للمجلس الانتقالي صفة أكثر شرعية ورسمية وحضورا من خلال اللقاءات التي يعقدها وسيعقدها رئيس المجلس الانتقالي مع جهات وشخصيات وصانعي قرارات عالمية وأقليمية وغيرها من الأمور ،.
نترك كل هذه الأمور جانبا وهاتوا لنا بالبديل وليكن بديلا موضوعيا مسؤولا لا متخبطا حماسيا مفرغا من محتواه أصدر عن دافع انفعالات وعواطف غير مدروسة، وليأخذ بالحسبان المصير للمجلس الانتقالي وللقضية الجنوبية .
ليدرك كل جنوبي : القلق وارد ،وأمر إيجابي إذا انطلق من نظرة تراعي المصلحة العامة لشعب جنوبي بأكملة وليدرك كل جنوبي: أن المرحلة تتطلب التعاطي معها بوعي وإدراك ومسؤلية ولا يعني معها التخلي عن مبادئ ثورتنا الجنوبية المباركة، فالذي يرهن قضية وثورة شعب لمنعطفات وحسابات صغيرة ولانفعالات عاطفية فالانهزام والخلل موجود في ذاته.
جربنا العاطفة في كثير من المواقف السياسية فقادتنا نحو منزلقات لا زلنا نعاني منها .
إدارة البلد ومعنى أن تكون مسؤولا أو قياديا فوضك شعب تتطلب مراعاة ومسؤولية وانفتاح وعي بحجم وطن وشعب وليس لحسابات ومواقف متخبطة .
بإذن الله تعالي وارتصاصنا خلف قيادتنا في المجلس الانتقالي وتمسكنا بمبادئ وثوابت ثورتنا الجنوبية والتحلي بالوعي والإدراك والتعاطيات الموضوعية المسؤلة سنحقق أهدافنا وتطلعاتنا كشعب جنوبي .