كتب أ/جمال فيصل سيف : من المعروف لدى الجميع بأن سياسة الدول قائمة على المصالح المتبادلة دون تنطع أو شد الحبل للنهاية مع أي طرف أو دولة فمن هو حليفك اليوم وصديقك قد يكون غدا عدوك لأنه باختصار وجد مصالحه مع عدوك .. لهذا نحن كجنوبيين يجب أن نتعامل مع الكل بمسافات متقاربة دون أن تخسر أي طرف او تكتسب معه عداوة فالحليف الصادق في سياسة الدول لإمكانة له أبدا فروسيا كانت يوم من الأيام حليفنا الصادق ووماوجد منهم إلا خيرا ولكن روسيا لم تستطع الحفاظ على الجنوب وتركت الجنوب لمصيره المحتوم ولقمة سائغة لأعدائه دفع ثمنها باهضا ومايزال شعب الجنوب من الشهداء والتضحيات والتشرد والتفكك واجبال ضاعت وشاخت وضياع الأهداف ورسم المستقبل المجهول كان بإمكاننا تجنب تلك الويلات والحفاظ على دولة الجنوب لو كنا تركنا سياسة التشدد وسياسة التنطع مع معسكر دولي بعينه دون التفكير بعمل خط رجعة أو بدائل في حال ضعف أو تخلى عنك أصدقاؤك وحلفاؤك.. نعم نحترم روسيا ونقدر مواقفها التاريخية مع شعب الجنوب ومواقفها الحالية مع استعادة الدولة ونكن لها كل الإحترام لكن من حقنا كجنوبيين أن نعمل لنا خطوط متعددة وخطوات إجرائية احتياط للزمن وويلاته وتغلباته وألا نضع رقابنا تحت كائن من يكون والمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم يدرك هذا ويعيه ويتعامل مع روسيا كظرف آني يمكن الاستفادة منه لهدف وغاية عظيمة وهي استعادة أرضنا الجنوب الغالية سواء بالحرب أو بالسلم أو بالدهاء السياسي لن نكون بعد اليوم اغبياء ونلهف خلف سياسة ملكيون أكثر من الملك ذاته بل سنتبع سياسة العقل والاتزان وشد الحبل مع الكل دون أن نتركه في يد الآهرين ليلتف على رقاب أمتنا والعمل بسياسة شعرة معاوية إن شدوا ارخينا وإن ارخوا شدينا تاركين سياسة التعاطف خلف ظهورنا حفاظا على وطنا الغالي الجنوب العربي وأجياله المتتابعة نعم سنمدح اليوم روسيا لكن ليس شرطا أن نعادي امريكا من أجل عيون روسيا ولكن التعامل مع أمريكا متوقفا على مصالحنا المتبادلة إن قبلتها مددنا أيدينا لهم وإن رفضتها ووقفت ضد مصالح أمتنا الجنوبية فمن حقنا أن نتخذ أي موقف يحفظ لنا كرامتنا وحقوقنا دون عداء مطلق ولا خضوع سافر باختصار سياسة الدول تقوم على المصالح وأيجاد بدائل متعددة دون إفراط أو تفريط فمن صدق مع الجنوب صدقنا معه ومن خان الجنوب تركناه وبحثنا عن بديل صادق قائم على المصالح المتبادلة لكن ليس من الغباء أن أربط مصير أمة واجيالها بمصير دولة أخرى.. المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك اليوم أهمية روسيا ودورها الدولي والإقليمي وكونها قوة عظمى لا يستهان بها لكنه في ذاتية الوقت يتعامل بحذر في أي سياسة خارجية ليس تشكيكا بأي حليف صادق ولكن حق له ذلك فهو يحمل خلفه أمانة أمة برمتها ومسؤول عنها في الحفاظ عليها بشتى الطرق والغايات للخروج من بوتغة العصابات أو التعاطف المفرط دون التفكير بالمألات للخروج إلى بر الأمان لهذه الأمة الجنوبية حتى لا يتكرر التاريخ المأساوي ذاته حيث ليس من الحكمة أن يلذغ الجنوب مرتين.. فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها.. حفظ الله جنوبنا الغالي أرضا وإنسانا وأجيالا