تتصاعد وتيرة الإشاعات بقوة فائقة لا مثيل لها ، ساعدها بالإنتشار والتمدد عناصر جمة أبرزها “التكنولوجية”وسلبية الإستخدام المفتوح والحر “للتقننة” جراء الإنفجار الهائل، لثورة المعلومات في العصر “التكنولوجي” الحديث، حيث تصلنا في كل جزاء من الثانية، وتغزونا الآلاف المعلومات إيجابية أو سلبية كانت ، وبلمح البصر ، مما يولد تزايد الحالة التفاعلية لدى الجمهور المتلقي الذي يستجيب لها ويكون أسير في مدارها … كما أن الثقافة والوعي المجتمعي هو الآخر أبرز تلك العناصر في إنتشار الإشاعة ويعتمد على نسبية التثقيف المعلوماتي من مجتمع لآخر نظير المعرفة المسبقة عن تلك الظواهر والأحداث والمواقف والتعمق في أبعادها في كافة المستويات ، والذي يجعل من الإشاعة مجرد معلومة مضللة لقوى تريد تغير الرأي العام عن حدث أو موقف ما ، لها عدائها المتجذر صوب قضية أو تيار مخالف لديها … وهناك الكثير من العناصر التي تجعل الجمهور في حيره من أمره عن تلك الإشاعة ما بين مصدق ومكذب لها ، هو المصدر الحقيقي للمعلومة والوسائل الرسمية التي تتغيب او تتأخر في التصحيح للمعلومة أو النفي والتحذير من الإشاعة المتداولة التي تجعل الجمهور محصنا منها ليكون راي عام مدافع عن الحقيقة ضد المتداول من المعلومة المغلوطة و الإشاعة المضللة وكبحها من التمدد ووقفها من الإنتشار ..
في التمهيد التقديمي السابق عن دور عناصر الإشاعة، ما نلفت النظر إليه هو العنصر الثالث الذي من خلاله نحافظ على جمهورنا من الإختراق المعلوماتي المغلوط لتمرير الإشاعة ومجابهتها حسب الإمكانية التي نمتلكها ونستطيع صناعتها، وانشاء تلك المصادر لمحاربة المتداول من الإشاعات نتيجة تغيب الوسيلة التفاعلية الرسمية كمصدر حقيقي “أصلي” متحدثاً في تتبع المستجدات والأحداث الحاصلة على الساحة وتهذيب الرسالة المرسلة لتصل للمتلقي بشكلها الصحيح ، كعنصر مهم وهو الأبرز في الكبح والفرملة للإشاعة وتحصين الرأي العام كي يتحول في صف المعلومة الصحيحة الواصلة والمرسلة اليه من المصدر الحقيقي ، الذي أدحض المتداول من الإشاعات ، وهنا أستقطب المتلقي ليصبح مدافعاً عن رسمية المصدر وعن الحقيقة المعلوماتية الصادقة التي وردته بوضوح ، ويحول المتقلي إلى عنصر ووسيلة للوعي والتثقيف المجتمعي يساند في بطلان تلك الإشاعات المروجة ومحاربتها ….