الجمعة , 22 نوفمبر 2024
تقرير : غازي العلوي
هل للنجاحات التي حققتها القيادة الجنوبية علاقة بتصاعد الأوضاع؟
كيف بات المواطن في الجنوب يتحمل مرارة استهدافه وتجويعه؟
ألم يكن الجنوب الشريك الصادق لوقف تمدد الحوثي والحرب على الإرهاب؟
كيف استطاع الرئيس الزبيدي بحكمته الصمود أمام كل هذه التداعيات؟
لا شيء يلوح في الأفق يبشر بانفراجة مرتقبة للأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد للعام السابع على توالي في ضل تفاقم الأزمة الاقتصادية والحالة المعيشية للمواطنين والتي دفعت بمعظمهم إن لم يكن غالبيتهم إلى المجاعة والموت جوعا حيث ، لا مرتبات انتظمت ولا خدمات استقرت ولا حكومة قامت بدورها على أكمل وجه وكأنك وبحسب وصف أحد المواطنين “يابو زيد ماغزيت” .
ما الهدف من محاولات إرباك المشهد جنوبًا؟
أمام هذا المشهد الذي تبدو صورته قاتمة ومظلمة تصر القوى المعادية للجنوب مجتمعة على محاولات إرباك المشهد جنوبا من خلال افتعال الأزمات والترويج لحروب ومعارك وهمية وعبثية عبر آلتها الإعلامية المصاحبة لتحركاتها على الأرض وذلك لصرف الأنظار عن المعركة الحقيقية التي أحست تلك القوى بأنها قد خسرتها أو أوشكت على خسارتها في المناطق التي تعتبرها مناطق نفوذ لها ومصدرا لتغذية تحركاتها وبناء إمبراطورياتها مثل حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى .
يرى مراقبون ومتابعون للشأن اليمني في تصريحات خاصة لـ”الأمناء” بأن جماعة الإخوان المسلمين ومعها جماعة الحوثي قد لجأت إلى محاولات التشويش على الشارع الجنوبي عبر الترويج لتسويات تدور سرا مخالفة لما تضمنتها بنود اتفاق الرياض وبث الشائعات ضد قيادات المجلس الانتقالي بهدف التهرب من استكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض خصوصا نقل القوات العسكرية التابعة للمنطقة الأولى إلى مأرب كذلك محاولة إيقاع الصدام بين أبناء الجنوب أو القوات العسكرية الجنوبية التي جرى تشكيلها مؤخرا وهي قوات تؤكد مصادر خاصة لـ”الأمناء” بأنها جنوبية ولا هدف لها غير كبح جماح التمدد الفارسي في المنطقة وسبق لها (أي هذه القوات) وخاضت معارك جنبا إلى جنب مع أبطال المقاومة الجنوبية ضد مليشيات الحوثي أثناء اجتياحها للعاصمة عدن .
حكمة وصمود الرئيس الزبيدي
تدرك قيادة الجنوب ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي حجم المؤامرة ومحاولات إرباك الأوضاع في الجنوب لهذا تعاملت وماتزال تتعامل بحكمة ورجاحة عقل مع كافة المتغيرات وتحاول وبمرونة تفويت الفرصة على القوى المتربصة والساعية للصدام بين قيادات المجلس الانتقالي ودول التحالف العربي .
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى التحركات السياسية واللقاءات التي أجراها الرئيس عيدروس الزبيدي خلال الأيام القليلة الماضية والتي أظهر خلالها رباطة جأش وثقة كبيرة من خلال تطميناته وتأكيداته للوفود العربية والأجنبية والسفراء والرعاة الدوليين العزم على مواصلة الحرب للقضاء على مليشيات الحوثي ووقف المد الفارسي في المنطقة واستمرار القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب ، كما لم ينسى الإشارة إلى المعاناة التي بات المواطن يرزح تحت وطأتها والتي لا يمكن إنهاءها إلا من خلال وقف العبث بموارد الدولة وانهاء الفساد المستشري في مفاصل الدولة ، كذلك دعواته المستمرة وتأكيده على حق الجنوبيين في استعادة دولتهم .
علاقة نجاح القيادات الجنوبية بتصاعد الأوضاع
ويعتقد الكثير من الساسة والمفكرين أن لصمود وثبات الجنوبيين علاقة كبيرة بتكثيف عمليات الاستهداف الممنهجة التي تشنها قوى النفوذ الإخوانية والحوثية ضد الجنوب وقياداته بعد أن خسرت معظم أوراقها .
ويتوقع المراقبون ان تكثف تلك القوى من وسائل حربها ضد الجنوب والجنوبيين خلال المرحلة المقبلة الأمر الذي يتطلب بحسب المراقبون من ابناء الجنوب إلى المزيد من التلاحم والثبات والالتفاف خلف قيادتهم الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي بات ذكره يشكل كابوسا مرعبا لتلك القوى .
وتعمد تلك القوى إلى محاولة تشويه القيادة الجنوبية، لتهميش حضور الجنوب على الساحة، لا سيما بعد عديد المكاسب التي حقّقها على مدار الفترات الماضية، والتي عزَّزت من حضوره كطرف رئيسي وأصيل في إطار مجريات الحل السياسي الشامل.
وتحاول الأبواق الإخوانية الإرهابية حاليا تصدير صورة بأن المجلس الانتقالي يتمرد على حالة التوافق، وهي أكذوبة إخوانية مفضوحة، فالقيادة الجنوبية أكّدت في عديد المناسبات حرصها الدائم على حالة التوافق.
لكن ما يثير سعار تنظيم الإخوان ضد الجنوب، بحسب مراقبون هو تمسك المجلس الانتقالي بالأهداف الاستراتيجية التي يُفترض أن حالة التوافق بُنيت على أساسها، سواء حتمية توجيه الأنظار إلى حسم الحرب على المليشيات الحوثية أو مكافحة الفساد والتركيز على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
المجلس الانتقالي يلمس في الوقت الحالي عدم حدوث أي تغيير في هذا الإطار، ولهذا يتخذ مواقف حازمة يدعو من خلالها إلى ضبط البوصلة قبل فوات الأوان، سواء فيما يخص حسم الحرب على المليشيات الحوثية أو على صعيد الاهتمام بالأوضاع المعيشية.
الحملات المشبوهة التي تنفذها أبواق الشر والإرهاب لن تُجدي نفعا، وسيظل الجنوب حاضرا في قلب المشهد، وسيُكمل مشروعه الوطني التحرري الذي يدحر مخططا خبيثا يستهدف تقويض حضور الجنوب سياسيا ومن ثم التأثير على تطلعات حق استعادة الدولة.
الجنوب الحليف الصادق.. وسيظل
على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية والتي تآمرت فيها المليشيات الإخوانية، يعتبر الجنوب العربي هو أكثر الحلفاء صدقا للتحالف العربي على كل المستويات.
فعلى الصعيد العسكري بذل الجنوب أعظم الجهود في إطار مجابهة خطر الإرهاب، وشكل حماية كبيرة عبر تضحياته بجانب السعودية والإمارات للمنطقة من خطر الإرهاب، وله يُنسب ويرجع الفضل في تحرير الكثير من المناطق وتحديدا على أراضي الجنوب.
سياسيا، كان الجنوب حليفا موثوقا فيه، وأثبت أنه يراعي تحقيق الاستقرار وحريص على تثبيت دعائم الأمن عبر تغليب لغة الحوار، في محاولة لتحقيق الغايات المثلى التي يجب أن يلتف حولها الجميع.
الدور الفريد والأهمية الاستراتيجية التي يملكها الجنوب على كل المستويات تجعل من الضروري المحافظة على علاقة متينة مع الجنوب، سواء على المستويين الرسمي أو السياسي والإعلامي.
المحافظة على طبيعة هذه العلاقة الاستراتيجية ستعود بالنفع على كل الأطراف، وبالتالي يجب تقويض أي خطوات أو محاولات تستهدف هذه العلاقة الفريدة من نوعها، علما بأن المساس بهذه العلاقة ستخدم أعداء الجنوب وأعداء المشروع القومي العربي.
وهناك عناصر مشبوهة من مصلحتها إثارة خلافات بين الجنوب ودول التحالف العربي وتحديدا السعودية والإمارات، وبالتالي يجب غلق الباب أمام تلك الأبواق الخبيثة التي ينخر الإرهاب والتآمر في عظامها
اعلامي جنوبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024