لله ما أعطى ولله ما أخذ وليس لدينا من يد إلا التسليم بقضاء الله وقدره تسليماً كثيراً.
في مثل يومنا هذا (8) من يناير 2022م ودعت الجنوب بجبالها وأرضها وسهولها وهضابها ووديانها بطلاً صنديداً ومغواراً وفارساً صال وجال في كل الميادين الجنوبية فمنذ بلوغه السن التي لا تؤهله الخوض في العمل الثوري الجنوبي السلمي (الحراك الجنوبي) إلا أنه وبعزيمة لا تلين أنطلق كالليث مع أبناء شعبه الجنوبي كثائر لا تلين له لائنه إلا بالثأر على محتل جبار ومتكبر بمسماه المحتل اليمني الغاصب للأنفس ولثروات الوطن.
الثامن من يناير الصاعقة التي أدمت قلوبنا وأوجعتنا وأفقدتنا صوابنا جراء الحزن الذي أستوطن أكبادنا – أنه يوم أسود نحسبه كذلك لطالما وأن وداع حبيباً هو الأقرب إلينا من حبل وريدنا – كان الشهيد القائد أبو حرب رحمة الله تغشاه الأبن الصالح والناصح والمرشد لنا لطريق الخير والإحسان.
لقد عجزت الكلمات في وصف ابننا الشهيد القائد أبو حرب، تجزأت الأحرف وتطايرت ردات فعلها على ألسنتنا وعقولنا وأفئدتنا كونه شمعة أحترقت من أجل حرية وكرامة وعزة وطننا الجنوبي المحتل، شمعة تحترق من أجل أن يحيا إبنك وإبننا في سعادة وطمأنينة وسلام.
عجزت العبارات أن تصف مجد الشهيد القائد مجدي كونه الشمس التي أشرقت ليرحل الظلام والظلم والحرمان والاضطهاد – الشهيد القائد البطل رجل الحرب والنجمة البازغة في كبد السماء في وقت أستوطن الليل وأستأسد وبهذا أضاءت النجمة لترشدنا عن الطريق الآمن، هاهو الشهيد القائد أبو حرب الغزالي الردفاني يقدم روحه كفداء وضحية لننعم بالسكينة العامة.
يقول الله جل في علاه ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، وانطلاقاً من القاعدة الشرعية هذهِ فإن شهيدنا القائد أبو حرب كان ممن يستمع القول ويتبع أحسنه ليمضي في طريق الخير للناس فهو رمزاً للإيثار – هنيئاً لهذا الشهيد القائد العظيم نيل الشهادة، فأيام الدنيا كلها تلهج بذكر الشهداء ووصاياهم وحتماً علينا تنفيذها بعد أن نصغي لها.
والشهيد كتعريف شرعي هو من ترك الدنيا وضرب بها عرض الحائط لينبري مدافعاً عن عقيدته الإسلامية ومن ثمَ وطنه، نعم لقد قتل الشهيد القائد أبو حرب الغزالي في موقعة إعلاء كلمة الله ومن ثمَ وطنه الجنوبي المحتل ليلتحق في ركب الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
نعم إنه الشهيد القائد مجدي الغزالي والمكنى أبو حرب الردفاني الفارس الذي أرعب الروافض وجعل عويلهم وصراخهم يتجاوز عنان السماء، هو الرصاص المنهمر والدماء المسكوبة في كل قطعة من تربة وطننا الغالي (الجنوب)، وهو السم الزعاف الذي تجرعه الأعداء فما كان منا إلا سماع أنينه وشاهدنا بأم أعيننا مواكب نعوش المحتل الغاصب تحمل على عربات تلفها الراية الإيرانية. الشهيد القائد مجدي الغزالي كسر قاعدة نصر الروافض المزعوم وأثبت بالملموس بأن أبناء الجنوب صقور جارحة وأسود مفترسة في ساحات القتال، فكان الرعب والخوف لأولئك الذين صوروا أنفسهم بأن أبطال وميامين وجند لا يقهرون – ومن هنا أكد الشهيد القائد مجدي الغزالي بأنهم عبارة عن قطعان منكسرة صنعت بطولاتهم من ورق، بلا فإن هذا الأمر أثبت قولاً وفعلاً من قبل أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية من خلال حسم المعارك في شبوة في مدة زمنية محددة. أكثر من (250) كيلو متراً تمَ تحريرها وإعادتها إلى موطنها الأصلي الجنوبي في (9) أيام تنقص ولا تزيد. قدم الشهيد القائد مجدي الغزالي أبو حرب روحه ثمناً غالياً في سبيل استعادة الدولة الجنوبية، أرض وهوية وإنسان. اليوم الـ (8) من يناير الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك أيها الشهيد القائد أبو حرب الغزالي الردفاني، يوم مبكياً ومحزناً تارة، وتارة أخرى نعدها يوم ميلاد الشهيد وانبلاج شهادته الخالدة في ذكرى ميلاد وطن.
إلى جنة الخلد وبين أكف الرحمن الرحيم تحلق روحك أيها الابن الصالح والناصح لنا ولأهلك ووطنك.
لا نقول وداعاً في ذكراك السنوية وإنما نقول إلى اللقاء والدار الآخرة تجمعنا أن شاء الله بك وبكل شهداء الجنوب الأبرار الأخيار.