يقول عبدالله بن عمر بن الخطاب.. كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل فسلم ثم مضى، فقلت يا رسول الله إني أحب هذا.. فقال لي: هل أعلمته..؟ فقلت: لا قال: قم فأعلمه.. فأتيته فسلمت عليه وأخذت بمنكبيه وقلت: والله إني لأحبك في الله.. فقال لي: وإني أحبك في الله..! درس بليغ من أجمل معلمي التاريخ.. يعلمنا فيه البوح بمشاعرنا تجاه الآخرين..! لأنه يعلم أن المشاعر تموت أن لم تسقى بماء الوصل.. وأن لا عيب في إظهار الأحاسيس والبوح بها..! أولم يقل ذات مرة لمعاذ والله إني لأحبك..؟! فما بال أحدنا يخجل أن يطيب قلب زوجته أو بنته بكلمة.. أو يقول لأخت له:أحبك أختاه..! لا يوجد أجمل من البوح بالمشاعر حال الشعور بها.. وإلا فقدت صدقها ونقاءها مع مرور الوقت..! البعض حساس جداً ويعلم ما يجب أن يقال هنا ولكنه يصمت كبرا أو خجلا أو لا مبالاة..! وآخرون يذكرون الكلمات لكن بعد فوات أوانها فيكونون كمن أهدى إليك الماء بعد أن أرتويت تماماً..! ما حاجتي بقولك:أنا سندك وبجانبك. بعد أن تمكنت من الوقوف..؟! وما فائدة أخباري بأني عزيز ولا أهون أبداً. وقد ذقت الذل والهوان..؟! وماذا سأستفيد من تعبيرك أنك ممسك بيدي. وقت أوشكت على الوصول..! لذلك عبر فوراً عن كل ما تشعر به مادام حلالاً.. فرب بكلمة تربت على كتف حزين.. أوتشحذ همة طالب.. أو تبث الأمل في قلب يائس..! وقل لمن تحب بعد أن تعانقه، كما قال رسولك لمعاذ والله إني لأحبك..!