في محاضرة ألقاها أمام أفراد إحدى الوحدات العسكرية ولما تشكله الظواهر الآتي ذكرها من خطر على حياة المجتمع ووحدة نسيجه وتماسكه قال المناضل الوطني الكبير علي عنتر عبارته الشهيرة كما أذكرها وبما معناه (( أحذروا الذين يشدوك إلى عشيرتك وقبيلتك وقريتك ومنطقتك هؤلاء هم الجرثومة الواجب إجتثاثها )) .. قبل الإستقلال كان الجنوب في أكثر من 23 سلطنة وإمارة ومشيخة والمستعمرة عدن وبعد تحقيق الإستقلال عام 67م تم توحيده في كيان وطني ودولي واحد ، وحيث كان يوجد في أجهزة الدولة ومؤسساتها ومصالحها وهيئاتها والبعثات الخارجية من كل أبناء الجنوب يعيشون أخوه ، أحباء لا تستطيع التمييز بين هذا وذاك ، في سياقه أنتهت تلك الكيانات وصارت أثراً بعد عين ، فضلاً عن صدور قرار يمنع تداول/التعامل إضافة اسم القبيلة أو القرية أو المنطقة إلى اسم الشخص! وهكذا توارت تلك الظواهر ووليدها الشرعي الثأر! تحت الثرى وتم دفنها في مقبرة التاريخ . وبعدما أسموها بالوحدة وفرض وحدة القوة أو الموت بحرب عام 94م! تم نبش وإحياء تلك الظواهر المقيتة والدخيلة والغريبة على جيل الإستقلال وبدلاً مما كان التعامل يتم على قاعدة من أنت! وعلى أساسه ، على أساس المؤهل والخبرة والكفاءة يتم الأختيار إلى المواقع القيادية في الحكومة بمختلف مؤسساتها ومصالحها وهيئاتها وأختيار المرشحين للدورات الخارجية وحيث كانوا الخريجين وفي مختلف التخصصات أبناء مواطنين عاديين فقراء لا أبناء المسؤولين والأقارب ، وأبناء العشيرة والقبيلة والقرية والمنطقة ومن لديه وساطه وعلاقة قوية وجيبه مليان! مع وجود أخطاء وهفوات هنا وهناك هي نتاج أي تجربة وليده ولا ريب في ذلك ، نعم كان التعامل يتم على أساس من أنت لا من أين أنت؟! على إن المؤسف أن يستمر نفحات وضع هكذا ((أشرنا أليه سلفاً))! نتج بفعله–الوضع– إحالة بغضاء وكراهية! لا يقبل قول عكسه ، مالم يتم التخلص وتخليص المجتمع الجنوبي من مظاهره وأعباءه ومتاعبه وانتقاصه!.. قال تعالى في محكم كتابه العزيز ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) صدق الله العظيم … .