رغم استنكارنا للطريقة البشعة التي قتل بها الشاب ماجد رشدة الا أنه من يتابع التحريض في قنوات الحوثيين والاخوان وعلى وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص بعينهم سيقتنع بأن هناك توظيف سياسي ماثل للعيان لهذه الحادثة وتزاد هذه القناعة مع استمرار الدعوات للتظاهر في حوطة لحج رغم استمرار اللجنة الرئاسية المشكلة في عملها وتسليم المتهمين إلى الجهات الأمنية في محافظة لحج بما يؤكد سير القضية في المسار القانوني المتعارف عليه في القضايا الجنائية ، وبالتالي من يدعون الى مظاهرات في حوطة لحج منتحلين صفة مقاومة ردفان ورابطة شباب حالمين ليس من اجل دم الشاب ماجد رشدة بل لهدف آخر وهو استثمار هذا الخطأ وتوظيفه سياسياً ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ولاسيما القوات المسلحة الجنوبية التي أثبتت نجاحها في تحرير الأرض الجنوبية وحفظ امنها واستقرارها ، فلا ينكر جاحد الدور الذي لعبه اللواء الخامس دعم واسناد في تأمين ردفان من خطر الجماعات الإرهابية بمسمياتها المختلفة داعش والقاعدة وانصار الشريعة ، إلى جانب منع إطلاق النار العشوائي في الاعراس وغيرها . ومثل هذا الامتياز الأمني تحقق في ردفان ولم يتحقق في العاصمة عدن بفضل جهود وحرص اللواء الخامس الذي أخذ على عاتقه ايضاً مساعدة الامن العام في السيطرة على جرائم القتل وإلقاء القبض على القتلة لينالوا جزائهم العادل وفقاً للقانون، ومن يعمل يخطأ ومن لا يعمل لا يخطأ. فإذا أخطأ فردا أو مجموعة أفراد من اللواء الخامس في أي عملية أمنية لسبب أو لآخر كما حدث مع الشاب ماجد رشدة فلا يعني ذلك اننا نتنكر للواء ونهدم ما انجزه أمنياً خلال السنوات الماضية ونقدم ذلك خدمةً مجانية لأعداء الجنوب، فطريق الحل معروفة وهي طريق القانون والنظام التي لرجال وحكماء ردفان وحالمين تجارب ناجحة فيها. لقد حدثت العديد من جنايات القتل العمد لأبرياء ليس لهم ذنب من أبناء ردفان وحالمين كما حدث في مقتل الحماطي الحالمي والملازم سالم سيف المحلئي على سبيل المثال، وكان اللواء الخامس بقيادة مختار النوبي ضاغط بطرق مباشرة وغير مباشرة مع أولياء الدم والمتضامنين معهم لتسليم الجناة للعدالة وهو ما تم فعلاً لتصبح طريق القانون هي الفاصلة في الحل دون سواها. إن الدعوة للتظاهر في مثل هذه القضية تكون مبررة فقط في حالة رفض تسليم الجناة أو التمرد على قرارات الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل اللواء الخامس أو عدم التعاطي مع اللجنة المشكلة. لكن الإصرار على التظاهر ضد اللواء الخامس رغم امتثال الأخير للقانون يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك دفع من قوى معادية للجنوب لجعل من دم رشدة قميص عثمان لضرب القوات المسلحة الجنوبية ، ويظهر ذلك جلياً في إطار الصراع المحتدم بين مشروع اليمن الاتحادي بقيادة الاخوان المسلمين ومشروع استعادة دولة الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ، ويظهر الصراع هذه المرة بوضوح في ارض ردفان على ذمة خطأ مقتل رشدة بطريقة بشعة ، وقد وجد في امتعاض العديد من أبناء ردفان جراء بشاعة القتل فرصة ذهبية تم استغلالها لتثويرهم ضد اللواء الخامس الذي يعمل على تأمينهم وحمايتهم . وباعتقادي إن الرسالة قد وصلت لأبناء ردفان وحالمين في فهم المقاصد من تسييس القضية، فلن ينجروا الى دعوات التظاهر المشبوهة، ويبقى الالتزام من قبل الجميع بالطرق القانونية هو المخرج الوحيد لحل هذه القضية وكل القضايا الجنائية. نسأل الله التهدئة والهداية ووحدة الصف لأبناء ردفان خاصة وأبناء الجنوب عامة وتجنيبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن… والسلام ختام