عندما يقول مجلس التعاون الخليجي -وهو الوسيط “المُـفترض” وراعي المشاورات الجارية بالرياض- على لسان امينه العام أن الحل باليمن سيكون على أساس المرجعيات الثلاث، فهنا يكون قد قُـضي الأمر لمن في أذنيه صممٌ وفي عينيه غشاوةٌ، وتجلى موقف الوسيط المزعوم تجاه المشاورات وانحيازه التام لطرف دون الآخر،ويكون بالتالي هذا المجلس بالضرورة قد تحلل من صفة الوسيط وأصبح طرفا أصيلا بالأزمة،بل وغريما صريحا للقضية الجنوبية، مع أن هذا الموقف التآمري لمجلس التعاون الخليجي هو بالأصل يعبر كليا عن الموقف السعودي وسائر دول المجلس الأخرى على القضية الجنوبية، بل وحتى على القضية اليمنية (بعكس ما يعتقده مسوخ أحزاب الشمال المسكونة بفوبيا الجنوب، والقابعة هناك بتلك الفنادق الوثيرة).
وجه الدهشة ليس في تصريحات امين مجلس التعاون بل بالصمت المُـطبق الذي يُـبديه المجلس الانتقالي تجاه كل هذه التأكيدات التي تترى تباعا، وتؤكد على رؤوس الأشهاد أن ما يجري بالرياض لا علاقة له بالقضية الجنوبية ابدا، بل لا نذهب بعيدا أن قلنا أن القضية الجنوبية يتم ذبحها في الرياض من الوريد للوريد وتنهش جسدها ضباع الاغراب والأقارب تحت عنوان عريض اسمه: المشاورات اليمنية اليمنية.
وا خجلتاه.