الجمعة , 22 نوفمبر 2024
المعارك التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية اليوم والتي كان آخرها في محافظة شبوة ومحافظة ابين وقبلها في حضرموت ، تأتي في السياق العام والمتواصل للحرب على التنظيمات الإرهابية، التي اعيد تجميع وتنظيم فلولها وتسليحها في اكبر عملية اعادة بناء وإيواء من قبل قوى معروفة بعلاقتها التاريخية مع التنظيمات الارهابية وفي سياق الحرب على الجنوب ومحاولة كبح إرادة شعبه عسكرياً وسياسياً .
هذه المعركة وبكل المعايير تعتبر حرب وطنية جنوبية وجودية مقدسة، وهي في الوقت نفسه، جزء من الحرب الكونية على الارهاب ، وتتسم بسماتها وخصائصها ، بكونها طويلة ومكلفة ، وتحتم شروط حسمها السريع في كل البؤر الارهابية على مستوى العالم، تضافر وتكامل دولي غير إنتقائي لهذا الخطر الارهابي من ذاك ، آخذا على محمل الجد والشمول ، الحرب على الارهاب المادي والبشري وروافده الفكرية والمالية ومظلات إيوائه وغرف تحريكه والتحكم به، من قبل تنظيمات سياسية دينية راديكالية يمثل نشاطها وفكرها البيئة التي نبتت فيه التنظيمات الارهابية ونمت وترعرعت ومازالت تربة جذورها الخصبة، كجامعة الاخوان المسلمين.
الحقائق والمعطيات
وبكون الانتصارات والانجازات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية بدعم من دول التحالف العربي في مكافحة الارهاب ، قد صُنفت في تقارير دولية صادرة عن مراكز بحثية متخصصة بالاكثر اهمية، إستناداً الى الهزائم التي الحقت بالتنظيمات الارهابية – القاعدة وانصار الشريعة وداعش – مادياً وبشرياً وفي خسارة بنيتها التحتية ومعاقلها الرئيسية على مستوى الجزيرة العربية ، بل والشرق الاوسط ، عوضا عن إندحارها من خارطة إنتشارها التي كانت تقترب من سواحل البحر العربي للإطلالة على اهم الممرات البحرية العالمية، وإنطلاقا من ذلك فإن معركة القوات المسلحة الجنوبية ضد التنظيمات الإرهابية تتجاوز بأهميتها وأبعادها وآثارها الايجابية الدائرة الوطنية نحو أبعاد قومية ودولية كبيرة لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار جملة من الحقائق والمعطيات الرئيسية التالية:
إن القوات المسلحة الجنوبية وفي حربها على الارهاب تهدف الى إستكمال كامل اهدافها التحررية الوطنية إنطلاقا من حقيقة ان الارهاب الذي تم تصديره الى الجنوب كان إرهاباً سياسياً وسلاح إحتلال ومشروع قوى وتنظيمات دولية معادية لدول الجوار، وبالتالي فإن إستقرار الجنوب وامنه بتطهيره من الارهاب وعناصره ومشروعه الاحتلالي يتعدى في الضرورة والحتمية الشأن الوطني، فالإرهاب في هذه الحالة صناعة سياسية معروفة اطرافها للداخل والخارج وله ابعاد خارجية وانعكاسات وعواقب واضرار تفوق ما قد يتوقع البعض على الصعيد الاقليمي والدولي توازي تلك التي قد تصيب الداخل الوطني، ولعل هذه المعادلة كانت ومازالت وستظل على الدوام جوهر واساس الشراكة القائمة بين القوات المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي .
تتجلى الاهمية والابعاد الاقليمية والدولية لهذه النجاحات التي حققتها القوات المسلحة في مكافحة الارهاب، من خلال تجفيف احد اهم المصادر والروافد البشرية للجماعات الارهابية في المنطقة , وبالذات اليمن الذي ظل على الدوام يمثل اهم المخزونات والروافد البشرية الذي يعتمد التنظيم الدولي للإرهاب القاعدي عليه وهذا ما كشفته ملفات التحقيق مع العناصر الإرهابية التي تم ضبطها في العديد من الدول العربية والمنطقة .
انتصار القوات المسلحة الجنوبية ودول التحالف في حربها ضد الإرهاب واي نجاحات تحققها لاحقة في أضعاف الجماعات الإرهابية وتدمير بنيتها التحتية وتفكيك خلاياها وشبكاتها الإرهابية وقنوات ومصادر تمويلها هو في المحصلة النهائية نجاح في الحرب الدولية على الإرهاب واسهام مباشر في الحد او التقليل من خطر الإرهاب وأثر الجماعات والتنظيمات الإرهابية على مستوى المنطقة والعالم، حيث وأن التنظيم الإرهابي القاعدي والداعشي في اليمن يحتل مكانة متقدمة في التقييم والتصنيف الدولي الخاص بخطر الجماعات الإرهابية على الصعيد العالمي, وهذه الخطورة لا تقتصر من خلال الأعمال والجرائم الدولية الإرهابية التي شهدها العالم وكان لتنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية ارتباط مباشر بها من خلال التدريب والتخطيط والتمويل وحتى التنفيذ, وإيجاد حواضن ومعسكرات آمنة لها في مسميات عسكرية يمنية اخوانية .
القوات المسلحة الجنوبية بحربها على الإرهاب وبدعم واسناد من دول التحالف العربي وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة ،من شأنها أن تسهم ايضاً في اضعاف وانهاك فروع التنظيم الدولي للإرهاب الداعشي والقاعدي في بقية دول المنطقة التي تجمعها قيادة عليا واحدة وترتبط مع بعضها البعض بقنوات تعاون وتكامل وتنسيق مشترك يمثل تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب احد محاورها الرئيسية ويعتبر الاكثر إرتباطا وعلاقة تكاملية مع تنظيم الاخوان المسلمين عبر فرعه باليمن
الحقيقة الخامسة والاخيرة مرتبطة بالأهمية الجوسياسية والاقتصادية والأمنية لموقع الجنوب الذي ظل على الدوام محور اهتمام الجماعات والتنظيمات الإرهابية والقوى اليمنية التي تقف وراءها وجواد رهانها على استثمار جغرافية الجنوب العربي في استهداف وزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة رخوة كشرق افريقيا والقرن الافريقي وباب المندب التي تعاني الكثير من دولها التخلف والفقر والصراعات البينية والحروب الأهلية وهي عوامل وبيئة مواتية لتفريخ وصناعة الإرهاب والجماعات الإرهابية
اعلامي جنوبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024