الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الطفلة السورية الباكية تثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لطفلة سورية لا يتجاوز عمرها 7 سنوات وهي تبكي من البرد والجوع وتتحدث عن الصعوبات التي تواجهها منذ وفاة والدها.
وظهرت الطفلة في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع عبر تويتر وهي تتحدث عن معاناتها في مخيمات النزوح.
وقد قوبل مقطع الفيديو يتفاعل وتعاطف واسعين عبر مواقع التواصل، لكن البعض شكك في صحته، ليزيد ذلك من الجدل الدائر حوله. فما تفاصيل هذا الفيديو؟ وما حقيقة ما أشيع عنه؟
في لبنان: أب يرهن سيارة في مستشفى ليتسلم جثة ابنه الرضيع
حملة لجمع التبرعات
أول من نشر الفيديو كان حساب “فريق الاستجابة الطارئة” الذي يعرف نفسه على أنه “جمعية خيرية عاملة في الشمال السوري تعمل على إدارة الأزمات وتأمين الحالات الإنسانية الأشد فقراً وتلتزم بمعايير الإنسانية والشفافية”.
ويشير الموقع الرسمي المرتبط بالحساب إلى أن الفريق “تم تأسيسه في عام 2019، ومرخص في تركيا”. وأرفق الحساب في التغريدة مع مقطع الفيديو دعوة للتبرع “لجمع مواد التدفئة لـ500 عائلة”.
تفاعل كبير مع صبا وايلاف
وفور نشر الفيديو، سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل مع مقطع الفيديو للطفلتين، صبا وايلاف، وأعرب كثير منهم عن حزنهم وتعاطفهم مع الطفلتين.
وقالت ابتسام المناصيري من الأردن “صورة الطفلة لا تغيب عن ذهني … ما أقبح الفقر والحروب”.
وعلق محمد علي جمال من اليمن على الفيديو قائلا: “الحياة قاسية والأقسى منها قلوب البشر الذين يتاجرون بمعاناة الناس ويتلذذون بأصوات أنينهم. هذه الصورة تحوي كما هائلا من الوجع والحزن والقهر والفقر والمعاناة وقلة الحيلة”.
وقال مكي النزال “قلبي يبكي منذ استيقظت لما قالته الطفلة السورية المفجوعة بأبيها. طفلة تشكو البرد وضمنًا تشكو الفقد وامتهان الكرامة وقسوة العالم القذر … رأيت في دموعها ملايين المفجوعين”.
في حين تساءلت هنا عن تحرك أي من المسؤولين بعد مشاهدة الفيديو لإنقاذ الفتاتين؟
مشجع قطري يصبح الأشهر في الصين… فما قصته؟
استجابة لمقطع الفيديو
وبعد يوم من نشر المقطع، نشر حساب “فريق الاستجابة الطارئة” تغريدة جديدة تشير إلى “توفر مواد تدفئة ولحوم وألعاب لـ500 طفل يتيم” وأن الفتاتين “صبا وإيلاف شاركتا في عملية التوزيع على أطفال في قريتهما”.
وقد جاءت أغلب ردود الفعل على التغريدة الثانية إيجابية، مثل أحمد الصرايرة، الذي أعرب عن سعادته بالاستجابة لنداء الطفلتين، وقال: “بالأمس شاهدنا هذه الطفلة السورية المهجرة واليتيمة، بحال لا تسر، واليوم ابتسامتها تملأ وجهها ووجه اختها”.
من هو “رجل المترو” الذي غيرت بطولة كأس العالم حياته؟
مواقف سياسية
وعلى الرغم من تركز أغلب ردود الفعل حول معاناة اللاجئين السوريين في ظل طقس شتوي قارس، لكن البعد السياسي كان حاضرا بقوة في نقاشات المغردين.
محمد التهمي من لبنان قال “فيديو الطفلة السورية انتشر بشكل رهيب، لا أريد النقاش بمدى صحته فنحن في لبنان شاهدين على ذلك بمخيّماتهم، لكن لفتني الاستغلال المقرف له في حين أن المسؤول عن ذلك هم الجماعات الإرهابية الرافضة للتسوية والمدعومة من قبل المروّجين لهذا الفيديو”.
بينما أنحى آخرون باللائمة في ما حدث للفتاتين “على النظامين التركي والسوري”.
ونشرت حسابات مؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تغريدات تتهم الطفلتين بـ”التمثيل والتسول”.
الناشط السوري عمر مدنيه اتهم “نظام بشار الأسد بقتل والد الطفلة وأنه السبب في تشريدها إلى المخيمات بعد أن دمر منزلها”.
بعد فوز أسود الأطلس على إسبانيا: “المستحيل ليس مغربياً ولا عربياً”
تشكيك في صحة الفيديو
ومن جهة أخرى، علق الإعلامي اللبناني حسين مرتضى، الموالي للنظام السوري، على الفيديو لكنه شكك في صحته.
وقال مرتضى في تغريدة إن “صبا الطفلة التي ظهرت في مقطع الفيديو هي نفس الطفلة بلقيس محمد خليل التي رفعت “علم الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني السوري” قبل عدة أيام في ملعب البيت في قطر أثناء مباريات كأس العالم”.
لكن هذا الادعاء أثار غضب كثير من المغردين الذين اتهموه بـ”الكذب واستغلال معاناة الطفلة وتوظيفها في أغراض سياسية”، وأشاروا إلى أن “الطفلتين لا تمتان بصلة لبعضهما ولا يوجد شبه بينهما”.
وقد دفع ذلك حسين مرتضى لحذف تغريدته الأولى ونشر تغريدة أخرى عن نفس الفيديو، لكنه أنحى باللائمة هذه المرة على “كل من أوصل سورية وأوطاننا إلى ما وصلنا إليه”.
الطفلة بلقيس ترد على حسين مرتضى
وفي المقابل، أشار مغردون إلى تغريدات سابقة للطفلة بلقيس خليل أثناء تكريمها بسفارة الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني السوري في قطر.
كما تداول نشطاء مقطع فيديو للطفلة بلقيس وهي تنفي ما قاله حسين مرتضى.
تغريدة أخرى أثارت جدلا كبيرا نسبها ناشطون سوريون لحساب التلفزيون الجزائري، وقالوا “تلفزيون الجزائر ينسب فيديو الطفلتين السوريتين إلى أطفال فلسطين، لم يكتبوا الخبر صحيحا، لأن من شرد الطفلة وقتل أباها هو حليفهم … بشار الأسد”.
ولم يتسن لبي بي سي التأكد بشكل مستقل من صحة هذه التغريدة التي قال مغردون إن حساب تلفزيون الجزائر حذفها في وقت لاحق.
لكن هذا لم يمنع كثيرا من المغردين من تسليط الضوء على كل هذا التناقض بين الروايات الإعلامية التي اختلفت وفق توجهات ناشريها.
نوفمبر 11, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 8, 2024