ترجل الفارس الكبير عن صهوة جواده مبتسما بصمت بعد عناء ومشقة المعاناة لآلامه وترك الجنوب وعدن وسط حزن عميق بفقدانه كأحد أبرز الهامات وواجهة عدن المشرق صاحب القلم العدني الأصيل الذي ظل حبر قلمه لامعا على محبوبتنا “الامناء” في عموده الثابت بالصفحة الأخيرة وظل وسيظل لامعا في سماء عدن لما قدمه للأجيال وللوطن .. بقلمه ناصر المظلومين والمستضعفين لم يأبه لأي سلطة أو جهة .. قارع وسخط وانتقد من كل فعل مشين وظلم .. وصال وجال بقلمه في أروقة بلاط صاحبة الجلالة بكل مهنية واقتدار.. هكذا عرفناه استاذنا الكاتب القدير نجيب محمد اليابلي رئيس مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية بالغرفة التجارية والصناعية بعدن الذي كنت التقيه بين الحين والآخر فقد كنا معا في صحيفة الأيام وواصلنا مشوارنا في صحيفة الأمناء.
الفارس العدني صاحب القلم الحر اليابلي كان يمتلك ذاكرة فولاذية ومخزون إرث تاريخي وفكري وسياسي وثقافي فقد كان كثير الاطلاع ويجمع المعلومات وما أن تسأله بمعلومة تجده يوضحها ويحدد التاريخ والعام بالتحديد وحظى بشعبية كبيرة بين أوساط العامة .. كان لامعا منذ نشأته كأحد أبرز الطلاب المتفوقين الذين تخرجوا على يد جدي الاستاذ الكبير الفقيد هاشم عبدالله بحر .
ترجل الفارس تاركا حزنا دفينا وفقد الجنوب وعدن علم من اعلامها وهاماتها فنم قرير العين أستاذنا في جنة الخلد بإذنه وستظل فارس الكلمة الحرة والقلم الذهبي الذي لم يصدأ.