كرش إحدى بوابات الجنوب الغربية بإمتداد جغرافي واسع ومنافذ حدودية متعددة ومتشعبة تربطها بمديرتي دمنة خدير وماوية التابعتين لمحافظة تعز اليمنية..
كانت مناطق كرش قبل وحدة عام 90م وبعدها بسنوات قليلة مركزاً تابعًا لمديرية تبن حتى عام 99م صدر قرار جمهوري من حكومة صنعا بضم أجزاء واسعة من مناطق القبيطة بتعز الى مناطق كرش وإتباعها إدارياً لمحافظة لحج تحت مسمَّى مديرية القبيطة …
كان قرارا ظالمًا ومجحفًا بحق ما يقارب عشرون الى ثلاثون ألف نسمة من أبناء كرش حينها إذ تم إدماجهم بنحو مئة الف نسمة أو يزيد من سكان مناطق القبيطة،في ظل حكم محلي أدعت رئاسة صنعاء أنه واسع الصلاحيات وهو مايعني تسلط الكثرة على القلّة في القرار الإداري والإستحواذ على المناصب والوظائف والمشاريع الخدمية والتنموية عدى بعضًا من الفتات والمنح والهبات كان يتحصل عليها أبنا كرش في إطار دعم مشروع الحزب الحاكم ، وهكذا عاش أبناء مناطق كرش مرارة الظلم والتهميش والحرمان ضعفين عن جميع مديريات ومحافظات الجنوب..
واليوم وبعد مرور عقدين من الزمان من القرار الظالم بحق أبناء كرش وقد إستعاد شعبنا الجنوبي السيادة على كامل تراب محافظة لحج مازالت السلطات المحلية بمحافظة لحج تُصرّ على بقاء مناطق كرش خاضعة إداريًا لمديرية القبيطة!!
بارقة أمل: بعد إعلان قرار عدن التاريخي في مايو 2017م القاضي بتشكيل المجلس الإنتقالي الجنوبي ككيان يحمل على عاتقه تطلعات شعب الجنوب تنفس أبنا كرش الصعداء بعودة مناطقهم الى الحاضنة الجنوبية وفعلاً تم التعامل من قيادة المجلس الانتقالي مع كرش كمديرية مستقلة تابعة لمحافطة لحج لكنها في حكم السلطة المحلية بالمحافظة مازالت تخضع اداريا لمديرية القبيطة ..
-معانات أبناء كرش في الأحوال الراهنة: كغيرها من مديريات الصبيحة ومحافظات الجنوب قدمت مناطق كرش كوكبة من الشهداء بلغ عددهم زهاء الـ400 شهيد ناهيكم عن الجرحا في مختلف ميادين القتال ضد أعداء الدين والوطن ولكن ومع الأسف الشديد كان عطاءً مجذوذ ،إذ لم تمنح حقها من الأهتمام والمناصب القيادية والألوية العسكرية والأحزمة الأمنية فما زال يجري التعامل معها كمنطقة عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الرابعة وبالنسبة للأحزمة الأمنية تتبع مديريات الصبيحة وحرمت من تشكيل لواء خاص يجمع ابطال المقاومة الجنوبية في إطارها بالرغم من الكثير من المطالبات التي قدمت بهذا الخصوص قابلها الكثير من الوعود ذهبت كلها أدراج الرياح..
– صراع الهوية: أكبر معانات يعيشها ابناء كرش اليوم هي الهوية الشخصية إذ مازالت البطائق الشخصية تحمل مسمّى القبيطة وبسببها يتم إنزال مواطني المديرية في النقاط الأمنية والعسكرية ويتم التحقيق معهم وقد يزج بهم في السجون ويتلفظ عليهم بألفاظ نابية مثل(أنتم دحابشه) وكان آخرها أن لا يتم قبولهم للتسجيل في بعض الألوية الجنوبية بسبب أن بطائقهم قبيطة وهو ما عكس تقمة كبيرة في شريحة واسعة من أبناء المديرية، وقد تلقينا الكثير من الشكاوى بهذا الخصوص قال أحدهم أخي الا تستطيع القيادة السياسية أن تعمل لأبناء كرش حلول ولو مؤقتة ومنحهم هوية شخصية تعريفية ليتم التعامل معهم كمواطنيين جنوبيين لهم ما لجميع مواطني دولة الجنوب؟ واستدرك قائلاً: فإن لم يتستطيعوا ذلك فليخلوا سبيلنا وليظموا مناطق كرش لتصبح تابعة لمحافظة تعز وينهوا ما يحصل لنا من إهانات ومعانات وأضاف أرجوا أن تصل رسالتنا لأصحاب الشأن..
وعليه نوجّه رسالة عاجلة لقيادة الجنوب السياسية والعسكرية بإعادة النظر في مناطق وأبناء كرش وعمل حلول سريعة وعاجلة هذا ان كنتم ترون أن اخوانكم في كرش الإباء والتضحية يستحقون منكم ذلك