حتى ما قبل أشهر قليلة كانت مليشيات الحوثي الموالية لإيران تسيطر على ثلاث من اهم مديريات محافظة شبوة، وهي مديريات بيحان, وتهدد باقي المحافظة بالاحتلال، وكان المئات من عناصر تنظيم القاعدة والإرهابي يتجولون ويتواجدون بل ويتمركزون علنا وسرا في مواقع بمديريات عزان وخورة ومرخة وأماكن أخرى، ما يعني ان المحافظة بأسرها كانت بين فكي الإرهاب , وهدفا مباشرا لتنظيماته بشقيها الحوثي والقاعدي، وكان شبح الارهاب يخيم على المحافظة منذ أغسطس 2019م أي منذو سقوط المحافظة بيد تنظيم الإخوان المسلمين، الذي كان بدوره يسخر قوى عسكرية تابعة له لإرهاب المواطنين ، وتنفيذ عمليات قتل واغتيالات واختطافات وإخفاءات قسرية طالت الآلاف من أبناء شبوة على خلفية آراء ومواقف سياسية أو حتى اجتماعية أو دينية , وظل هذا الوضع قائما بكل تفاصيله المأساوية حتى مطلع العام الجاري 2022 ، عندما تمكنت القوات الجنوبية وقوات دفاع شبوة مسنودة بالاهالي والمقاومة الجنوبية الشبوانية من تغيير المعادلة والوضع جذريا، لتتمكن خلال أقل من أسبوعين من طرد مليشيا الحوثيين من المديريات الثلاث , وتعمل على تأمين حدودها ، وهو الأمر الذي استشعرت معه تنظيمات الأخوان المسلمين وحزب الإصلاح والقاعدة بالخطر ، خصوصا بعد تنفيذ قوات دفاع شبوة عمليات انتشار لتامين المحافظة توازيا مع جهود السلطة المحلية مدعومة بالتحالف العربي لوضع المحافظة على سكة النمو والازدهار مرة أخرى بعد ثلاث سنوات عجاف عاشتها تحت الإرهاب والتهديد ، وبالفعل تمكنت قوات دفاع شبوة من تأمين المحافظة بما فيها مواقع كانت منذ عقود حكرا على تنظيمي القاعدة وأنصار الشريعة الإرهابيين .
شهدت شبوة عقب تحريرها وبشكل سريع نموا ملحوظا , حيث استقرت الأوضاع في ربوعها وسط ابتهاج وتفاؤل كبير من المواطنين ، وبدأت تظهر فيها مشاريع اقتصادية وسياحية كبرى ، بالاضافة الى مستشفيات وطرقات ومشاريع متنوعة , هذا الأمر بطبيعة الحال لم يرق للإرهابيين من مختلف التوجهات ، فحاولت تنظيمات الحوثية والإصلاح والقاعدة عرقلة مسيرة التنمية والاستقرار من خلال سلاحها المعروف وهو الإرهاب ، فبدأت بتنفيذ بعض الهجمات وزرع العبوات الناسفة في طرق نائية على الأغلب محاولة إثبات وجودها وتصوير المحافظة على انها غير آمنة , ومحاولة الإضرار باعمال ومعيشة المواطنين، في حصار استراتيجية عقاب جماعي للأهالي بسبب مواقفهم المؤيدة للسلطة المحلية وقوات دفاع شبوة ووقوفهم ضد الارهاب بشكل حازم وواعي . وهو الأمر الذي مكن قوات دفاع شبوة من تحقيق الاستقرار رغم التحديات ، وكان السبب الأول لذلك الموقف الشعبي والقبلي والاجتماعي الموحد والمساند والمنحاز للأمن والاستقرار والرافض للإرهاب والتطرف والتمرد ومليشياته ، ويتسعرض هذا التقرير مواقف نخبة من أبناء المحافظة بالإضافة الى مواقف وآراء مشائخ القبائل ومواطنين ممن مختلف المديريات.