يبدو أن الفعالية المهيبة التي شهدتها مدينة سيئون بمناسبة الذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر، وتضمنت المطالبة مجددا بإخراج المنطقة العسكرية الأولى، لم تغضب المليشيات الإخوانية وحدها، لكنها أغضبت أيضا المليشيات الحوثية.
ففي موقف يعكس حجم التناغم بين المليشيات الإخوانية والحوثية، خرج الحوثي المدعو لقمان باراس الذي تسميه المليشيات محافظ حضرموت، في تصريحات غاضبة من المليونية، ومدافعا عن المنطقة العسكرية الأولى.
باراس كال الهجوم على المتظاهرين وخروجهم الحاشد الذي طالب بإخراج عناصر المنطقة العسكرية الأولى.
كما حاول القيادي الحوثي تبرئة ساحة المليشيات الإخوانية (المنطقة العسكرية الأولى) من صناعة الفوضى الأمنية في وادي حضرموت، محملا التحالف العربي المسؤولية.
الدفاع الحوثي عن الاحتلال الإخواني لوادي حضرموت يعكس تقاطع المصالح بين هذين الفصيلين في عدوانهما المشترك.
ويبدو أن المليشيات الحوثية تريد بقاء طويل الأمد للاحتلال الإخواني في وادي حضرموت، باعتبار أن هذا الاحتلال رافد خطير للإرهاب في الجنوب بأكمله وليس فقط مناطق وادي حضرموت.
الأكثر من ذلك أن القيادي الحوثي دعا أبناء وادي حضرموت للانصياع للمنطقة العسكرية الأولى، باعتبارها القوة القائمة هناك، لكنها تفادى ذكرها حتى لا يمثل تصريحه فضحا لحجم تقاطع المصالح الحوثية الإخوانية وتفاديا لإحراجها.
ما يجري على الأرض يكشف أن وادي حضرموت باتت تمثل نغصة واضحة سواء للمليشيات الحوثية أو الإخوانية، فالمليشيات المدعومة من إيران تعي جيدا أن حزب الإصلاح هو الضامن الأكبر لبقائها بفعل جرائم الخيانة التي يتمادى هذا الفصيل في ارتكابها.
ويبدو أن هناك رعبا حوثيا من تحقيق مطلب أبناء حضرموت وهو توجيه عناصر المنطقة العسكرية الأولى لجبهات المواجهات.
وفيما لا يمكن الثقة في أن عناصر الإخوان لديهم عقيدة وطنية يدافعون عنها، وبالتالي فإن إخلاصهم للقتال حتى إن توجهوا إلى الجبهات يظل أمرا مشكوكا فيه.
يُضاف إلى ذلك أيضا عناصر المنطقة العسكرية الأولى الإخوانية كثيرا ما ارتكبت جرائم تهريب السلاح والمعدات القتالية والمشتقات النفطية للمليشيات الحوثية، وهذا سبب يجعل “الأخيرة” متمسكة بوجود مليشيا حزب الإصلاح في وادي حضرموت.