يواصل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اجتماعاته الدبلوماسية التي تستهدف تعزيز فرص الحل السياسي، ومحاولة الضغط على المليشيات الحوثية للتوقف عن المسار التصعيدي، إلى جانب محاولة استقطاب أكبر سبل ممكنة من الدعم الاقتصادي لتحسين الأوضاع المعيشية.
فإلى جانب سلسلة اللقاءات التي عُقدت على مدار الفترات الماضية، عقد الرئيس الزُبيدي، بمقر إقامته في العاصمة السعودية، اليوم الاثنين، اجتماعا مع رام براساد القائم بأعمال السفير الهندي، ومرافقيه العقيد جي إس جريوال الملحق العسكري في السفارة، ومحمد شابير سكرتير ثان في السفارة.
في مستهل اللقاء، عبّر الرئيس القائد عن شكره نيابة عن مجلس القيادة الرئاسي لموقف الحكومة الهندية المتمثل في استثناء قرار حظر تصدير القمح الهندي في ظل أزمة الغذاء العالمي جراء الحرب الروسية-الأوكرانية، مؤكدا أن هذا الموقف الإنساني سيظل محل تقدير وامتنان الشعب وقيادته السياسية.
اللقاء تناول كذلك بحث العلاقات الثنائية وسُبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى التعاون الثنائي في المجالات الأمنية، والعسكرية، والإقتصادية.
وفي هذا الإطار، أكّد الرئيس الزُبيدي في هذا الشأن، تطلع مجلس القيادة الرئاسي لأن تقدم دولة الهند دعما في مجالات التأهيل والتدريب الأمني والعسكري وبناء قدرات كوادر المؤسسات الحكومية.
واستعرض الجانبان، خلال الاجتماع أيضا، الدور الهندي الداعم للشرعية المتمثلة في مجلس القيادة الرئاسي، وسُبل دعم وتعزيز جهود المجلس وحكومة المناصفة لتطبيع الحياة وإنعاش الاقتصاد.
في الوقت نفسه، تطرق اللقاء إلى التصعيد العسكري الذي أقدمت عليه المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وتعنتها ورفضها لكل المساعي الدولية لتمديد الهدنة.
وفي هذا الخصوص، أكد الرئيس الزبيدي أن هذه المليشيات، تحاول جر البلاد إلى منحدر سحيق بسبب تعنتها وإصرارها على مواصلة حربها العدوانية؛ خدمة لأجندات إيرانية بحتة.
هذا اللقاء المهم تناول مختلف التطورات على الساحة، فإلى جانب تجديد التأكيد على الموقف السياسي الداعم للحل السياسي، وتوضيح حقيقة الإرهاب الحوثي أمام المجتمع الدولي، فإن اللقاء يمثل فرصة لإنعاش اقتصادي.
الجنوب في حد ذاته تجمعه علاقات طيبة مع الهند، فسبق أن قدمت نيودلهي الكثير من المساعدات وقت الأزمات لا سيما خلال الحقبة الاستعمارية، إلى أن جانب توفيرها منحا دراسية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والزراعة والعلوم واللغة الإنجليزية وغيرها.
ولعل الاحتياطي الذي يملكه الجنوب العربي من النفط والغاز، يهيئ المجال أمام جذب استثمارات لشركات هندية عاملة في هذا المجال، لا سيما أن تجربة العمل في هذا المجال كانت مثرية وناجحة خلال الفترات الماضية