تاريخ سياسي طويل وخبرة نهمت من كل المواقع والمناصب، حتى بات من الطبيعي أن تخضع الدرجة الأخيرة في سلم الترقي بسهولة.
هذا هو تاريخ وليم روتو (٥٦ عاما) الذي فاز لتوه بمنصب الرئيس الكيني في الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي، ليكتب تاريخا جديدا بعد أن شغل جميع المناسب السياسية الرئيسية في البلاد تقريبا.
فالرجل الذي بدأ حياته السياسية على المستوى الأكبر في دولة كينيا عام 1998، حين انتخب عضوا بالبرلمان لأول مرة، تسلق سلم السياسة في بلاده درجة درجة، بصبر وحنكة كبيرين، حتى وصل القمة.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أعلنت لجنة الانتخابات في كينيا فوز نائب الرئيس روتو بمنصب الرئيس في الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي، وحثت المرشحين لانتخابات الرئاسة للجوء إلى القضاء في نزاعاتهم.
وفي كلمة له عقب إعلان فوزه قال الرئيس الكيني المنتخب إنه ليس هناك خاسر في الانتخابات، والشعب هو الرابح.
وأضاف الرئيس الكيني المنتخب قائلا: “الانتخابات كان هدفها حل المشكلات وليس مراعاة التكوينات العرقية”.
وقد دعي حوالي 22,1 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء الماضي لاختيار خلف للرئيس أوهورو كينياتا وحكام المناطق وأعضاء البرلمان والمجالس المحلية.
وأقرت مفوضية الانتخابات الجمعة، بأن عمليات جمع النتائج وإحصائها والتحقق منها تستغرق وقتا أطول من المتوقع وتجري ببطء بسبب تدخل أنصار أحزاب سياسية.
من هو الرئيس الجديد؟
روتو سياسي خبير رغم أنه لم يدرس السياسة أو القانون، ويملك مسار مهني وتعليمي مختلف تماما عن من يشقون طريق السياسة الصعب، فهو يحمل شهادة جامعية في علوم البيئة والنبات.
ورغم ذلك، بدأ حياته المهنية في شيء متناقض تماما مع دراسته، إذ عمل كبائع دجاج على طريق نيروبي-إلدوريت السريع، ونجح في هذه المهنة بشدة حتى بات يملك حاليا مزرعة دجاج كبيرة في قريته سوغوي.
وبين عامي ١٩٩٠ و١٩٩٢، عمل الرجل كمدرس، قبل أن يبدأ حياته السياسية كأمين صندوق مجموعة حملات “YK 92” التي كانت تمارس الضغط من أجل إعادة انتخاب الرئيس السابق دانيال موي في عام 1992، وتعلم منها حيل ودهاليز السياسة الكينية.
وبعد انتخابات عام 1992، حل الرئيس موي حملات “YK 92″، وحاول روتو بعدها المنافسة على مختلف المناصب الحزبية في حزب كانو (الحزب الحاكم في كينيا آنذاك) لكنه لم ينجح.
وتنافس روتو على مقعد برلماني في الانتخابات العامة الكينية عام 1997. وبشكل مفاجئ، تغلب على شاغل المقعد، روبن تشيزير، وشق طريقه إلى المقعد البرلماني.
وبداية من عام ٢٠٠٢، ارتبط صعود روتو، بترقي الرئيس منتهي الولاية أهورو كينياتا، ففي نفس العام حصل على منصب مساعد وزير في وزارة الشؤون الداخلية بالتزامن مع بزوغ نجم كينياتا.
وفي وقت لاحق، تمت ترقيته ليصبح وزير الشؤون الداخلية، واحتفظ بموقعه البرلماني، ثم انتخب أمينًا عامًا لحزب كانو في عام 2005 مع انتخاب أوهورو كينياتا رئيسًا للحزب.
وفي الفترة من ٢٠٠٨ و٢٠١٠، شغل روتو منصب وزير الزراعة في الحكومة الكينية وهو المنصب السياسي الوحيد المتعلق بمجال دراسته، قبل أن يشغل منصب وزير التعليم لأشهر قليلة في عام ٢٠١٠.
وفي ٢٠١٣، خاض مع كينياتا انتخابات الرئاسة الكينية على منصب نائب الرئيٍس، وبالفعل فاز الثنائي بالمنصبين؛ كينياتا رئيسا وروتو نائبا، وبقيا في مواقعهما حتى انتخابات الثلاثاء الماضي.
روتو الأب لـ٧ أطفال، تسلق آخر درجة في سلم السياسة الكينية في انتخابات الرئاسة الثلاثاء الماضي، ليصبح رئيسا للبلاد، بعد أن شغل كل المناصب تقريبا: قيادي بمجموعة ضغط، نائب برلماني، أمين عام لحزب سياسي، وزير في أكثر من حقيبة، ونائب للرئيس.
وقال رئيس اللجنة المستقلة لشؤون الانتخابات والحدود وافولا شيبوكاتي إن روتو فاز بحوالى 7,18 مليون صوت (50,49 %) مقابل 6,94 مليون صوت (48,85%) لمنافسه رايلا أودينغا، في الانتخابات التي جرت في التاسع من أغسطس/آب الجاري.