إلى مناسبات تاريخية جدلية غابرة، تخطف مليشيا الحوثي مؤسسات الدولة ووظائفها في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.
ودعت المليشيا في صنعاء إلى ما وصفتها بالمشاركة الواسعة في إحياء ذكرى عاشوراء يوم الاثنين 8 أغسطس/ آب 2022م في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت قبضة المليشيا الحوثية -الذراع الإيرانية في اليمن.
تعميمات صارمة وتوجيهات مكثفة بإخراج كل موظفي المكاتب الحكومية والوزارات وموظفي الأجهزة التنفيذية والقضائية والمحلية، وأعضاء وموظفي مجالس الوزراء والنواب والشورى، والمشرفين ومرافقيهم والوجهاء وعقال الحارات وكل منتفع من الجماعة، للمشاركة في ذكرى (عاشوراء) التي يبالغ أتباع الشيعة في الاحتفال بها في إيران والعراق.
تدرك مليشيا الحوثي حجم الفجوة الحاصلة بينها وبين المجتمعات المحلية في محيطها الجغرافي، بما فيهم المنتفعون منها، ولذلك تلزم مندوبي فعالياتها بتسجيل المشاركين الحاضرين وجهاً لوجه وفق كشوفات تفصيلية لكل جهة حكومية على حدة.
المفارقات الصارخة تتجلى بوضوح بين ما يفترض وما هو قائم، حينما تخرج مليشيا الحوثي موظفي مكاتب حكومية خدمية مثل موظفي (الصحة – الكهرباء – المياه) وغيرها من المؤسسات ذات الطابع الخدمي، لحضور فعاليات لمناسبات وأحداث وقصص جدلية في كتب التاريخ القديم، وهي في ذات الوقت تصادر حقهم في ممارسة وظائفهم الافتراضية متمثلة في تقديم خدمات الصحة والكهرباء والمياه للمواطنين بتعطيل وتدمير هذه المؤسسات ونهب أصولها ومصادرة نفقاتها التشغيلية وتحويلها إلى مؤسسات خاصة.
شعارات ومصطلحات وعبارات حماسية فضفاضة مثل: (استلهام الدروس في مواجهة قوى العدوان، رفع الظلم، مقارعة الطغيان، التضحية والفداء والثبات، استلهام الثورة في وجه العدوان)، موجهات عامة لا تخرج عنها مضامين كلمات الفعاليات، تستجرها مليشيا الحوثي من قصص الماضي البعيد، ربما لحاجتها في إبقاء عناصرها ومواليها في حالة حرب دائمة، أو لإشغال نفسها عن قضايا والتزامات الحاضر.
لكن هذه العبارات -وفي سياق المفارقات- تكاد حيثياتها ومعطياتها ومعانيها تتطابق كليا مع حاجة الناس بما فيهم المحتشدون أنفسهم لاستلهام الثورة -حاضرا ومستقبلاً- في وجه لصوص مرتبات الموظفين وقطاع الطرق وتجار الحروب وناهبي الممتلكات العامة والخاصة ولصوص الصدقات الرمضانية ومن يسرقون الغذاء من أفواه الجياع