على إثر وفاة فلاديمير لينين يوم 21 يناير 1924، استفرد جوزيف ستالين بالسلطة بالاتحاد السوفيتي تزامنا مع نجاحه في التخلص من خصومه السياسيين من أمثال ليون تروتسكي الذي أقصي من الحزب الشيوعي قبل أن ينفى خارج البلاد. وفي الأثناء، حكم جوزيف ستالين الاتحاد السوفيتي بقبضة من حديد وتسبب على مدار نحو ربع قرن في مقتل ما لا يقل عن 20 مليون شخص.
وطيلة فترة حكمه، حاول ستالين الظهور بمظهر الرجل المثالي والكامل صاحب البنية الجسدية السليمة. ولبلوغ هذه الغاية، اعتمد القائد السوفيتي على العديد من الحيل لإخفاء العاهات والأمراض التي رافقته منذ صغره.
تشوهات منذ الطفولة
منذ طفولته، عانى جوزيف ستالين من وهن عضلي بذراعه الأيسر. فعلى حسب المصادر الرسمية، أصيب ستالين وهو في السادسة من العمر إصابة بليغة عندما صدمته عربة جرتها الأحصنة. وبناء على ملفه الطبي حينها، أسفرت هذه الإصابة عن ضمور مفصل الكتف والمرفق بالذراع الأيسر لستالين كما أدت لبروز كدمات عديدة. وفي الأثناء، رافقت هذه الإصابة ستالين طيلة فترة حياته. فبالعديد من الفيديوهات التي تعود لفترة حكمه، ظلت الذراع اليسرى لستالين غالبا ثابتة وبدون حراك كما لاحظ كثيرون ضمورها مقارنة بالذراع اليمنى. ولإخفاء هذه الإصابة، لم يتردد ستالين في ارتداء المعاطف ذات الأكمام الطويلة واتجه في الآن ذاته لإخفاء يده اليسرى بجيب المعطف
من ناحية أخرى، أصيب ستالين وهو في الخامسة من العمر، أثناء فترة تواجده بمدينة غوري (Gori) الجورجية، بمرض الجدري. وعلى الرغم من نجاته من هذا المرض بأعجوبة، ترك الجدري آثارا، تمثلت في تشوهات ونتوءات أشبه بالثقوب، بوجه ستالين.
أثناء فترة عمله لصالح البلشفيين قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، اتجه رجال الشرطة القيصرية لتحديد ستالين اعتمادا على النتوءات المنتشرة بوجهه حيث حمل سجله الأمني وصفا دقيقا لهذه التشوهات.
وخلال فترة حكمه للاتحاد السوفيتي، تقزز ستالين من هذه التشوهات التي رافقته منذ طفولته. ولهذا السبب، أجبر الأخير المختصين بمجال التصوير على إدخال تعديلات لحذف هذه النتوءات من صوره التي نشرت بالصحف والملصقات الدعائية.
التهاب المفاصل وتصلب الأوعية
وإضافة لمعاناته من التهاب الزائدة الدودية عام 1921، اضطر ستالين لتحمل ويلات التهاب المفاصل الروماتويدي حيث لاحظ كثيرون القائد السوفيتي وهو يعرج أحيانا عقب قضائه فترات طويلة واقفا. وعلى حسب أطباء الكرملين، عانى القائد السوفيتي من التهابات بمفاصل رجليه واضطر لارتداء حذاء عسكري صنع من الجلد الناعم لتخفيف حدة الضغط على رجليه. وعلى حسب العديد من المصادر، ارتدى ستالين هذا الحذاء لفترات طويلة يوميا ولم يكن يخلعه سوى عند الخلود للنوم.
من ناحية أخرى، عانى ستالين من تصلب الشرايين بالأوعية الدماغية. فبسبب التدخين والإرهاق الشديد عقب الاجتماعات الطويلة، التي كانت أحيانا تستمر 12 ساعة، أثناء الحرب العالمية الثانية، وصفت حالة ستالين بالخطيرة من قبل أطبائه الذين تذمروا من ارتفاع ضغط الدم لديه وقلة ساعات نومه وراحته.
مع عودته من مؤتمر بوتسدام (Potsdam) مطلع أغسطس 1945، اشتكى ستالين من دوار وآلام شديدة بصدره ورأسه. وفي حدود منتصف أكتوبر من العام نفسه، أصيب الأخير بسكتة دماغية نجا منها بأعجوبة.
وقبل وفاته بنحو 4 سنوات، أصيب ستالين عام 1949 بسكتة دماغية ثانية جعلته غير قادر على النطق بشكل جيد لمدة أشهر. وبسبب ذلك، اضطر القائد السوفيتي للحصول على فترات راحة مطولة بعيدا عن مكتبه. وفي الآن ذاته، عانى ستالين من مشاكل بالذاكرة حيث أصبح أحيانا غير قادر على تذكر أسماء وزرائه