الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز / ماريا معلوف
يلحظ المتابع أن جماعة الإخوان الإرهابية اعتمدت منذ نشأتها عام 1928 على ثلاث ركائز أساسية، المال والإعلام وتمدد نشاطها السياسي.
وبذلك ارتسمت صورة الجماعة وتثبتت قواعدها داخل مصر لتتمدد خارجها عبر أساليب التجنيد.. والثابت أن الجماعة باتت تحظى بدعم مالي كبير حتى تمتلك نشاطها الحركي لتدفع منظومتها الإعلامية أيضًا لتسويق مقولاتها الإرهابية ومحاولة تشويه الآخرين، آي آخرين، من خلال أدوار جديدة للإعلام، وسرعان ما اكتُشفت -قبل أكثر من عقدين- طبيعة تلك الجماعة الإرهابية وتم تعريتها والعمل على تجفيف دعمها المالي على الصُّعُد كافة، وإيقاف نشاطها بشكل كامل، واتجاهها نحو الأفول في نهاية الأمر.
لقد تركز اهتمام “الإخوان” لزمن طويل كتنظيم “سياسي ديني” على التجارة، وقد نجح المنتمون للجماعة في تكوين ثروات فردية ضخمة، هذا بخلاف الثروة الطائلة، التي تملكها الجماعة نفسها من مصادر اشتراكات الأفراد والمساعدات المالية من عدد محدود من الدول والأشخاص، فضلاً عن امتلاك بعض قادة تنظيم الإخوان ثرواتٍ تضعهم في خانة أصحاب المليارات، الذين تربطهم علاقات قوية ذات طابع تجاري مالي مع عدد من الشركات والمؤسسات الرأسمالية الكبرى في العالم.
وقد نجحت جماعة الإخوان الإرهابية إلى حد ما في تطوير أدواتها وانتشارها لتشكيل رأي عام مُضلّل لصالحها، من أهمية ازدواجية الخطاب والمناورة في صقل العبارة والتوظيف البراجماتي للأحداث المأساوية من تاريخ الأمة وملاحم قياداتها التاريخية في إقرار منظومة مفاهيمية منسجمة مع المرجعية الأيديولوجية لتنظيمها السياسي، وقد سمحت أطروحة “ترابط الدين والسياسة” للجماعة بالولوج إلى السياسة بواسطة الدين، والتدخل في الدين بواسطة السياسة، وهي أطروحة تأسست على جملة شعارات روّجتها الجماعة عبر أدواتها الإعلامية والاتصالية، مثل شعار “الإسلام هو الحل”، الذي بات يعبر عن الأزمة في خطابات الجماعة الأيديولوجية.
وبهذا أتاحت هذه الأطروحة للجماعة ممارسة التَّقِيَّة والبراجماتية في خُطاها نحو التغيير السياسي، ومن ثمّ التعبير عن مفهومها لما تسميه “حاكمية الشريعة وجاهلية المجتمع”، لكن المجتمعات العربية السّمْحة لم تتقبل خطابات الإخوان الضيقة.
لقد كانت هناك محاولات للجماعة منذ عام 2010 للوصول إلى سدة الحكم في دول عربية، لكنها باءت جميعًا بالفشل الذريع، وذلك لانكشاف طبيعة الجماعة الإرهابية، ولهذا لم تتأخر عن اللجوء إلى وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة والإعلام الرقمي وامتلاك أدواته ووسائله، حيث وجدت في ذلك أداة ناجعة تساعدها في كسر وجود مفهوم “الدولة الوطنية”، والترويج لمفهوم “الأمة” التي تروج له الجماعة، وكذا ترويجها لفكرة أنها تؤمن بالديمقراطية والحريات العامة، لكن كل ذلك كشفته الشعوب الذكية بالفطرة.
ويُجمع باحثون على أن الإعلام الإخواني الإرهابي فشل في ترويج المصطلحات المزيفة للجماعة، رغم المال السياسي الكبير الذي أُنفق على ذلك بغرض التوسُّع شعبيًّا عبر صناعة أبطال وهميين للجماعية، خاصة عند سيطرتها على السلطة في مصر لفترة قصيرة، والسبب بشكل رئيسي يعود إلى تسليط الجماعة الضوء على صراعات في مناطق مختلفة، وليس على هموم الناس والشعوب في المنطقة العربية.
وثمة مؤشرات ذات دلالة على عدم قدرة إعلام الإخوان بعد عام 2013 على الاستمرارية، وفي مقدمتها الصراعات والانقسامات الداخلية، التي انعكست على الإعلام الإخواني المضلل، وانتشار الفساد بين أفراده.
كل ذلك أدى لإسكات منصات إخوانية إرهابية، حيث أوقف الاتحاد الدولي للصحفيين قبل فترة عضوية إخواني بعد قرار اتخذته نقابة الصحفيين اليمنيين لتحريضه وترويجه الأكاذيب، عبر كتائب إلكترونية عريضة يديرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تركز على دعم أجندة الإرهاب الحوثي في اليمن، هذا البلد الغارق في فوضى وإرهاب مليشيا الحوثي الإرهابية.
ومع استمرار الحرب على الإرهاب، الذي تمثله خير تمثيل جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها المختلفة في المنطقة، يمكن القول إن القضاء على أفكار هذه الجماعة هو رأس حربة للقضاء على فكر الإرهاب عمومًا على مستوى الوطن العربي والعالم.
نقلاً عن “العين” الإخبارية
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024