لماذا كل هذا الضجيج اليوم حول بعض القرارات التي اتخذها الرئيس عيدروس الزبيدي؟ سنوات طويلة مضت وأنتم تتخذون القرارات وتنهبون ثرواتنا وتستبيحون أرضنا، ولم نسمع لكم صوتاً ولا اعتراضاً. واليوم، حين قرر الزبيدي أن يمارس حقه الطبيعي في إدارة شؤون الجنوب والدفاع عن مصالح شعبه، اشتعلت أبواقكم الإعلامية وبدأتم تصفون ما يحدث بأنه “تجاوز”.أين كنتم عندما انهارت العملة وأصبح المواطن عاجزاً عن شراء رغيف الخبز؟أين كانت أصواتكم عندما انهار الاقتصاد ووصلت البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة؟أين كانت غيرتكم على القانون عندما نُهبت ثروات الجنوب من نفط وغاز وموانئ؟اليوم فقط، حين لمس القرار مصالحكم ونفوذكم، تحرك إعلامكم المأجور وبدأ يتباكى باسم “الوحدة” و”السيادة”. أي سيادة تتحدثون عنها وأنتم من جوع الشعب وأفقره؟ أي قانون تتمسكون به وأنتم أول من داس على الدستور والاتفاقات؟قرارات عيدروس الزبيدي ليست نزوة شخصية، بل هي صرخة باسم شعب كامل صبر طويلاً على الفساد والنهب والتهميش. هو صوت الملايين الذين يريدون استعادة كرامتهم وحقهم في إدارة أرضهم وثرواتهم.كفى متاجرة بمعاناة الناس. الجنوب اليوم يكتب تاريخه بيده، ومن لا يعجبه ذلك فليُدرك أن زمن الوصاية قد انتهى، وأن الشعب الذي دفع الدماء لن يقبل بعد اليوم أن يُساق كالقطيع.