ببالغ الحزن والأسى، تنعي قيادة جبهات محور الضالع الى كافة منتسبي القوات المسلحة الجنوبية والقيادة السياسية استشهاد القائد البطل عميد طيار فضل علي محمد النقيب رئيس عمليات اللواء مشاة الثاني الذي إرتقى شهيداً في ساعة متأخرة من لية امس الأربعاء الموافق 9 مارس 2022م في مهمة قتالية وسط الخطوط الأمامية لمسرح العمليات الحربية قطاع صبيرة-الجب.
لقد خسرنا والوطن قائدا وطنياً صلباً وشجاعاً، عرفته ساحات الوغى فارسا لا يشق له غبار، لقن -وظل حتى لحظة استشهاده- يلقن المليشيات الحوثية الإرهابية دروساً في الحرب والنزال على نفس الوتيرة الذي دافع فيها عن الوطن الجنوبي في العام 1994م ضد الغزو الشمالي وكل مراحل النضال السلمي والمسلح لشعب الجنوب، وكان مثالا للبطل الغيور على وطنه ودينه وشعبه وصاحب بصمات نضالية على كافة الصعد العسكرية والأمنية والمجتمعية حتى لحظة ارتقائه شهيداً.
لقد ودعنا الشهيد بكلماته الخالدة التي ستظل مشكاةً تضيئ للأجيال درب الحرية والنضال وشرف الإنتماء لهذا الوطن والسير على اثر الشهداء العظام التي قالها قبل يومين من استشهاده في مقابلته على قناة عدن المستقلة، والتي قال فيها ”نحن اليوم لسنا كما بدأنا، بل صرنا قوة عسكرية منظمة ومدربة، ومقاتلينا اكتسبوا خبرات ومهارات قتالية عالية ولدينا القدرة على تحقيق انتصارات كبيرة، ومعنوياتنا عالية جداً ، ونحن على استعداد لتنفيذ اي مهام قتالية توليها لنا قيادتنا السياسية“.
هذه الكلمات كفيلة لنا بان تكون وقوداً لشرارة الغضب والعنفوان ومشعلاً منيراً يضيئ لنا درب الحرية والاستقلال وان تصنع فينا جبالاً من المعنويات لنستمر بكل قوة على النهج الذي بدأه ورفاقه من كوكبة شهداؤنا العظام، وفي الطريق التي سلكوها حتى تحقيق الانتصار الكبير الذي ضحوا وسنضحي من اجله وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
ان خسارة إستشهاد القائد البطل النقيب فعلاً كبيرة، لكنها في الوقت نفسه غاية عظيمة وشرف نبيل لطالما تمناها لنفسه وسعى لتحقيقها وقد نالها بشرف، وايما شرف ان يموت الانسان في مواطن الشرف والإباء والبطولة مدافعاً عن دينه وارضه وكرامته وهي الغاية التي نسعى لتحقيقها ونتمناها جميعاً.
لقد فارقنا الشهيد وهو مطمئناً بأن جبهات الضالع والجنوب عامة زاخرة بالاف آلاف من الرجال الأبطال، وان وداعها لشهيد من ابطالها يعني إستقبال الوف مؤلفة من الابطال المتسابقين الى شرف الإنتماء لميادين وجبهات العزة والكرامة وهذه المتلازمة لا تتسم بها سوى الشعوب العظيمة كشعبنا الجنوبي الأبي وهي مصدر صدقنا حين نقول بثقة وعزم بأن النصر حليفنا ونجسد ذلك القول فعلاً على ارض الواقع.
ونحن إذ نعبر عن خالص تعازينا وعظيم مواساتنا لأسرة الشهيد القائد عميد طيار مظلي فضل النقيب، نعزي في الوقت نفسه كافة منتسبي وقيادة جبهات محور الضالع وكافة رفاق وزملاء السلاح، وكذا القيادة العسكرية والسياسبة الجنوبية العليا، سائلين الله العلي القدير ان يتقبل شهادته وان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وان يدخله فسيح الجنان.