في الذكرى الثالثة لاستشهاد عبد الرحمن الزيادي، لا تزال كلماته تضيء كنبراس على درب الشرف والتضحية. كان قلبه عامرًا بالإيمان، وروحه معلقة بالمجد، حتى اختصر طريقه إلى الخلود بعبارةٍ كتبها قبل رحيله: “اللهمَّ دربًا شاهقًا في سبيلك”.
وكأنها كانت وصيته، أو ربما إحساسًا خفيًا بأن طريقه لن يكون عاديًا، بل شاهقًا كالشموخ الذي كان يسكنه. سار بثبات نحو ما آمن به، حتى التقى بموعده مع الخلود في شبوة، حيث ارتقى شهيدًا، تاركًا خلفه أثرًا لا يُمحى، وذكرى لا تخبو.
عبد الرحمن لم يكن مجرد اسم، بل قصة بطولة خطّها بدمه الطاهر. فقد عاش كريمًا، ورحل عزيزًا، وترك لنا درسه الأخير من يسير في سبيل الله، لن يضيع، بل سيبقى في ذاكرة الأرض والسماء، بين الشهداء والصديقين.
رحم الله عبد الرحمن الزيادي، وأسكنه الفردوس الأعلى.. وجعل دعاءه الذي كتبه، دربه إلى جنات النعيم.