في قلب القضية الجنوبية تتراقص مشاعر شعبٍ تآكلت فيها حدود الألم والفخر، فهي ليست مجرد قضية سياسية عابرة، بل قصة شهداء وتضحيات نسجت من دماء الأبطال وروحهم الثائرة، شعبٌ رفع راية الحق ورفض الخنوع لظلمات القمع، مؤكدًا أن كرامته ومصيره لا يُقيدان بأي مقاييس خارج إرادته الحرة.
ويواجه الجنوب اليوم محاولات جهيدة من قوى الشر لتشويه معالم القضية بأساليب رخيصة ومكر بليغ، لكن عزيمة الجماهير التي صاغت تاريخها بالنضال لن تنحني تحت وطأة هذه المكائد، إن هذه القضية السياسية تحكمها إرادة الشعب وحده، فمصيرها يُصاغ بقرارات نابعة من قلوب الناس التي لا تقبل إلا الحق والعدالة.
وتجمع القضية الجنوبية بين رمزية النضال والواقعية المؤلمة؛ إذ لا تزال تصرخ من أجل استعادة الحقوق المسلوبة ومحاسبة من خانوا عهد الحرية، فالشعب الجنوبي، الذي شهد تضحياته وتضحيات أبائه واجداده، يرى في هذا النضال رسالة لا بديل لها، رسالة تحث على الوحدة والثبات في مواجهة محاولات التفتيت والتضليل، ضمائر المواطنين التي انتعشت من جديد تعد بأن لا يرضوا بشيء أقل من كرامتهم الحقة.
وفي خضم هذه التحديات المتلاحقة، يبقى الجنوب منارة تضئ درب الحق والحرية، تحمل على عاتقها إرث الشهداء وأحلام الأجيال القادمة، فبالرغم من كل المحاولات لتفكيك إرادة الشعوب، فإن صوت الجنوب لن يخبو، وستظل معركة الحق باقية حتى ينتصر فيه الشعب الحر ولا يكون هناك مجال للتنازل عن مطالب العدالة والكرامة.