الأحد , 23 فبراير 2025
منذ سنوات، كان لروسيا تواجد عسكري في شرق ليبيا عبر مجموعة “فاغنر”، رغم محاولات الإخفاء والتكتمّ، لكنّه تزايد بشكل لافت هذا العام وبالتحديد بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حتى إنّ أنشطتها أصبحت أكثر وضوحا وبشكل علني، وهو ما أثار قلقا محليا ودوليا من دور سلبي لموسكو في المنطقة.
وبحسب تقرير لموقع “مليتاري أفريكا” المتخصص في رصد الأنشطة العسكرية في أفريقيا، صدر مطلع فبراير، فقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية قيام مرتزقة روس ببناء وتوسيع قواعد لوجستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان.
كما كشفت تقارير متطابقة، أن روسيا نقلت معدّات عسكرية متطورة من قواعدها بسوريا إلى قاعدة في الشرق والجنوب الليبي، الخاضعة لسيطرة الجيش الليبي، وقامت بتعزيز حضورها في إفريقيا.
لكن هذه الطموحات الروسية والتدخل المتزايد في المنطقة، بات يشكل مصدر قلق داخل ليبيا وخارجها، خصوصا أن قواتها ومعدّاتها العسكرية متواجدة على بعد خطوات قليلة من حدود دول مجاورة لليبيا وفي قلب البحر الأبيض المتوسط، وداخل بلد متفكّك يسير بخطوات جدّ بطيئة ومتعثرّة نحو السلام.
وهذه المخاوف تبدو مبرّرة، بالنظر إلى أن ليبيا أصبحت وجهة مهمة لروسيا وبديل عن سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، حسب المحلل السياسي الليبي فرج فركاش، مشيرا إلى أن بلاده باتت نقطة انطلاق لتعزيز النفوذ الروسي في إفريقيا ولسيطرتها على مناجم الذهب واليورانيوم وعلى مواقع الطاقة الحيوية، وكذلك على طرق الهجرة غير الشرعية التي تهدّد أوروبا.
ويرى فركاش أن تضاعف الوجود الروسي في ليبيا في وسط وجنوب ليبيا، يعتبر تهديدا للمصالح الأوربية، كما ستكون له تأثيرات على التحول السياسي في ليبيا، موضحا أنّها من خلال تعزيز تموقعها، ستستطيع روسيا وهي الدولة التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن، أن يكون لها صوت في تشكيل المرحلة السياسية القادمة، خاصة أنّها من الداعمين لمشاركة أنصار نظام معمر القذافي في أيّ حلّ سياسي.
ويعتقد في تصريح لـ”العربية.نت”، أن موسكو استفادت من تقاربها مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وعائلته، للتوسع في المنطقة، مقابل تحقيق مطامحه السياسية له ولأبنائه، وذلك رغم محاولات الدول الغربية إقناع حفتر بالتخلّي عن تحالفه مع روسيا، مشدّدا على أن الأخيرة لن تتخلّ بسهولة عن ليبيا، باعتبارها موقع استراتيجي اقتصاديا وعسكريا، كما تمثلّ تهديدا لتواجد قواعد الناتو.
وأضاف أن روسيا، ستعمل خلال الفترة المقبلة، على ضمان استمرار مصالحها، خاصة بعد أن نجحت في تثبيت وجودها في بعض الدول الافريقية من بينها مالي والنيجر وإفريقيا الوسطى ومعهم ليبيا، عبر “الفيلق الإفريقي”، الذي تمّ تشكيله محلّ “قوات فاغنر”.
وتبدو الجزائر كذلك معنية بالنشاطات العسكرية للقوات الروسية قرب حدودها، بعد تأكيد الرئيس عبد المجيد تبون، في حواره مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، قبل أكثر من أسبوع، أن بلاده “ترفض وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك”.
وتعليقا على ذلك، قال المحلّل السياسي الجزائري عزالدين بن سويح في تصريح لـ”العربية.نت”، إن بلاده ترفض أي تواجد أجنبي في محيطها لكنها لا تخشى عملا عدائيا من موسكو بسبب العلاقة الوطيدة بين البلدين، مشيرا إلى أن تزايد النفوذ الروسي في الجارة ليبيا، قد يجرّ المنطقة إلى مزيد من التوترات.
واعتبر بن سويح، أنّ ليبيا ذات أهمية كبيرة بالنسبة للروس، الذين يبحثون عن موطئ قدم في إفريقيا كبديل عن القوى الغربية التقليدية، وهو ما يفسرّ مساعيها للتوسع ومضاعفة عدد قواعدها العسكرية، غير أنّه يعتقد أن الدول الغربية التي أطاحت بنظام معمر القذافي وعلى رأسها الولايات المتحدة ستعمل على إيقاف هذا النفوذ، كما أنها لن تسمح بأن تجني روسيا ثمار ما قد حصدت.
فبراير 22, 2025
فبراير 7, 2025
يناير 31, 2025
يناير 31, 2025