القومية العربية مجرد علكة فقط تستخدم من أجل تغيير رائحة الفم العربي وتستخدم لتسهيل المصطلحات ورص الألفاظ أمام أمة عربية ومجتمع عربي تنتابه أنشودة العربية من ماضي ومن حضارات سادت ثم بادت
وإذا كان الجنوب والشعب الجنوبي هو الوحيد الذي طبق الأقوال والقومية العربية إلى أفعال ودفع فيها ثمن لا يقدر ولا يحسب ولا زالت الفاتورة جارية من الدم والأرض في وجه قومية عربية لم يعد لها أثر ولا وجود إلا مثل غبار تذروه الرياح وبسبب الفكر القومي والوعي الذي مر به شعب الجنوب وقع الشعب والقيادة في أخطاء كثيرة تستدعي المراجعة وأخذ الدروس والعبر، وفي المرحلة الحالية التي تتطلب منا أن نكون الجنوبيين أكثر التحاما وصفا واحدا لأننا إذا لم نكن مع الشعب في الجنوب مع من سنكون؟ هنا السؤال الأهم
الوضع مزري للغاية وتحميل الانتقالي سبب ذلك يبادر إلى ذهني قصة قديمة أيام دولة الجنوب أو جمهورية اليمن الديمقراطية عندما تم التبليغ عن شخص يتهمونه زوراً أنه يعمل بالسحر لصرف السحاب وأنه سبب القحط الذي حل بالبلاد رغم أن هذه الأمور بيد الله هو منشئ السحاب ومجريها ولأن القلوب طيبة وزمن الطيبين والناس كانوا يعتمدون على الأمطار والأرض اعتماد كلي وكان إذا تأخر المطر تسوقهم الظنون أن شخص ما ربما يكون السبب في صرف السحاب وعندما استدعته الحكومة آنذاك وتم إيداعه السجن حتى يأخذ النظام والقانون مجراه ويتم توضيح التهمة المنسوبة إليه وعندما لم يتم الإثبات عليه تم الإفراج عنه وعند خروجه وجد أحد زملاءه يسئله أين كان غيابه فقال: في السجن، قال له لماذا؟ أجابه ثم قال: قالوا يشتون مني مطر! وحاله مثل حال الانتقالي الذي يطلبون منه الكثير ويحملونه الأكثر رغم أن البلاد تحت الوصاية الداخلية والخارجية
نقص الصرف أو ارتفع الصرف لم يعد يهم المواطن هنا طالما والمواد الغذائية لا زالت كما هي أسعارها والمسئولين غير أبهين لأنهم لا يشعرون بما يشعر به المواطن طالما وهم في بحبوحة من العيش وأسرهم تنعم بالخير، فلو جرب مسئول أو قائد عسكري أن يكون ولو ليوم واحد بالقرب من الفقراء والمواطنين ويستمع ويشوف ما ينتاب هؤلاء المواطنين وما يعتريهم والذي مشكلتهم أنهم مواطنين في وطن مثخن بالجراح تتقاذفه أمواج السياسة على حساب قوت هذا الشعب الذي يبحث عن كسرة خبز وماء وكهرباء وراتب فقط لا غير راتب فقط يساعده على التصدي للأوضاع الاقتصادية المنهارة
هناك الكثير من القضايا الشائكة والخدماتية التي تهم المواطن والعراقيل والصعوبات وإذا لم يكن للمجلس الانتقالي فيها عمل ملموس وفعال على الأرض فلا فائدة فهذا يساعد في فقدان الانتقالي موقعه وشعبيته مع قادم الأيام إن لم أكن مخطئاً