الخميس , 6 فبراير 2025
تقرير/ فاطمة اليزيدي: نقلا عن عدن 24
تشهد العاصمة عدن أزمات حادة، مع تفاقم جديد لأزمة الكهرباء، التي تعد من أخطر الأزمات التي يواجهها الجنوب في ظل حرب الخدمات المستمرة.
واندلعت موجة احتجاجات غاضبة في عدة مديريات، حيث قام المحتجون بقطع الطرق الرئيسية وإشعال الإطارات، في مشهد يعكس تصاعد السخط الشعبي نتيجة التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية.
وتأتي هذه الاحتجاجات وسط انهيار متسارع في الخدمات العامة، ما زاد من معاناة المواطنين ودفع بالأصوات المطالبة بتحسين الأوضاع واستعادة الخدمات الأساسية بشكل عاجل.
*ملف الكهرباء.. ورقة للمساومة واداة لتمرير المصالح:
يرى مراقبون أن أزمة الكهرباء في العاصمة عدن ليست مجرد أزمة عابرة، بل نتيجة حتمية لفشل الحكومة الذريع في إدارة هذا الملف الحساس، حيث تحولت الكهرباء إلى أداة لتحقيق مصالح ضيقة، بينما يدفع المواطن وحده الثمن من حياته ومعيشته واستقراره.
ورغم تكرار التحذيرات وارتفاع الأصوات المطالبة بحل جذري، إلا أن الاستجابة غائبة، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة عاجزة بالفعل عن إيجاد حلول، أم أنها وقعت في فخ جعلها أداة إضافية لتعقيد الأزمة بدلاً من حلها.
ويتساءل المراقبون: إذا كانت الحكومة تمتلك كفاءات قادرة على معالجة المشكلة، فلماذا تحولت إلى مجرد أحجار شطرنج تحركها أيادي الفساد وفق مصالحها؟ ولماذا تُترك عدن وحيدة تواجه مصيرها المجهول وسط العتمة، بينما تتربص بها الأطراف المعادية، تراقب بصمت في انتظار اللحظة المناسبة لاستغلال هذا الانهيار لصالحها؟
صمت وغياب مُخزي للحكومة:
تشهد العاصمة عدن انهيارًا غير مسبوق في خدمة الكهرباء، مع انقطاع كلي للتيار، في ظل غياب حكومي يثير التساؤلات، حيث لم تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات عاجلة لتوفير الوقود الخام، فضلًا عن تنصلها المستمر من مسؤولية تأمين وقود الديزل والمازوت، اللذين تعتمد عليهما معظم محطات توليد الطاقة في المدينة.
ورغم تكرار المناشدات من مؤسسة الكهرباء وإحاطة المسؤولين بحجم الأزمة، إلا أن الاستجابة الحكومية لا تزال غائبة أو مغيبة، دون أي توضيح رسمي، ما أثار استنكارًا واسعًا في الشارع بعدن والجنوب، وسط تساؤلات حول أسباب هذا التجاهل المستمر لمعاناة المواطنين.
*ظلام دامس.. وسابقة خطيرة:
أصدرت المؤسسة العامة لكهرباء عدن بيانًا توضيحيًا بشأن الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي، مؤكدة أن المدينة تشهد سابقة خطيرة في تاريخها، حيث أدى نفاد آخر كميات الوقود إلى توقف محطة الرئيس، التي تعد المصدر الرئيسي للطاقة في عدن.
وأوضحت المؤسسة أنها بذلت جهودًا كبيرة خلال الأيام الماضية للحفاظ على استمرار الخدمة رغم شح الوقود، إلا أن المناشدات والمخاطبات المتكررة للجهات المعنية لم تجد أي استجابة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة ووصولها إلى ذروتها.
وأكدت المؤسسة أن ما يحدث اليوم يعد سابقة غير معهودة في تاريخ كهرباء عدن، المدينة التي كانت من أوائل المدن في الجزيرة العربية التي دخلتها خدمة الكهرباء قبل عقود، وكانت نموذجًا متقدمًا في هذا المجال، إلا أنها اليوم تواجه انطفاءً كليًا يهدد حياة السكان ويشل مرافقها الحيوية.
*مناشدة للأشقاء في السعودية والامارات:
الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وقفت باستفاضة امام حالة الانهيار المريع في الخدمات بالعاصمة عدن الناجمة عن توقف محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بشكلً كامل.
وناشدت في بيان صادر عنها دول التحالف العربي وفي مقدمتها الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بالتدخل العاجل لإيقاف التدهور المُتفاقم والكارثي للوضع الخدماتي والمعيشي والاقتصادي وإنقاذ العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب من كارثة إنسانية.
وأكدت الهيئة الإدارية للجمعية أن العاصمة عدن أصبحت تواجه وضعاً كارثياً في ظل الغياب الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة وفشلها التام في القيام بمسؤولياتهم حيث أصبحت العاصمة محروقة من ابسط الخدمات نتيجة العجز الحكومي عن القيام والاضطلاع بالمسؤوليات تجاه الشعب في محافظات الجنوب والمناطق المحررة.
وشددت الهيئة الإدارية للجمعية على رفضها الكامل لاستغلال هذه المعاناة وتوجيهها لتمرير أهداف واجندات سياسية مكشوفة تستهدف شعب الجنوب وقضيته، ولا تخدم سوى المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية، سيما ما يتعلق بالتدهور المتزايد للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وما رافقه من ارتفاع لأسعار المواد الغذائية والإستهلاكية وغلاء معيشي متزايد، ناهيك عن توقف خدمة التيار الكهربائي بشكل كامل في العاصمة عدن وهو أمر غير مسبوق منذ إدخال الكهرباء لها قبل زهاء قرن من الزمن على نحو اصبح يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل وانقطاع إمدادات المياه لكل مديريات العاصمة، وهي حالة تعكس عجز الحكومة ومجلس القيادة عن توفير شحنات كافية من المازوت والديزل لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وعجزها تأمين وصول شحنات النفط الخام من محافظة حضرموت للعاصمة عدن.
*مطالب المواطنين:
يُطالب المواطنون في العاصمة عدن بضرورة إيجاد حلول سريعة لازمة الكهرباء من خلال توفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن سواء من خلال الاستيراد او من خلال الإنتاج المحلي.
مؤكدين على ضرورة إعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء في عدن، والبحث عن حلول بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لضمان استدامة التيار الكهربائي وتخفيف حدة الأزمة.
من جانبه استنكر الناشط الجنوبي ورجل الأعمال عبد العزيز عبد الغفار داؤود عمر استمرار الانقطاع التام للكهرباء في عدن لليوم الثاني على التوالي، مؤكدًا أن المواطنين يعيشون حالة من التوتر والغضب نتيجة تفاقم الأزمة.
ودعا عبد الغفار دول التحالف العربي، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، إلى التدخل العاجل لإنقاذ عدن من هذه الأزمة الخانقة، مشددًا على ضرورة إيصال صوت المواطنين إلى العالم لفضح حجم المعاناة التي يعيشونها.
وأضاف أن عدن تقع تحت البند السابع، ما يستوجب تدخلاً سريعًا من قبل دول الخليج والتحالف العربي لوقف التدهور، متهمًا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك بالتسبب في استنزاف مقدرات الجنوب وشعبه، في ظل استمرار ما وصفه بـ”اللوبي الفاسد” الذي يسرق الوقود عبر صفقات غير شرعية.
وطالب عبد الغفار الجهات المختصة بالتحرك العاجل لضبط المتورطين في هذه الصفقات، ووضع حد للعبث بثروات شعب الجنوب، مؤكدًا أن استمرار الأزمة دون حلول سيؤدي إلى تفاقم الغضب الشعبي.
أزمات لا تنتهي:
لم تعد أزمة الكهرباء وحدها تشكل عبئًا على المواطن الجنوبي، بل أصبحت جزءًا من سلسلة أزمات متفاقمة، تشمل ارتفاع الأسعار، وانهيار العملة، وتدهور الخدمات الصحية، دون أي حلول جادة في الأفق.
وفي ظل تفاقم الأوضاع، يبقى المشهد في عدن ضبابيًا، حيث تتلاشى آمال الحلول وسط استمرار هيمنة الفساد، فيما يدفع المواطن الثمن يوميًا، في وقت تعجز فيه الحكومة عن اتخاذ أي إجراءات فعالة لمعالجة الأزمات المتراكمة
اعلامي جنوبي
فبراير 6, 2025
فبراير 6, 2025
فبراير 6, 2025
فبراير 6, 2025