توسعت الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت معاقل الحوثيين في اليمن، لتشمل العاصمة صنعاء إلى جانب الحديدة، التي تعرضت لهجومين سابقين.
وأدخلت إسرائيل مواقع جديدة في بنك الأهداف ليشمل منشآت خدمية حيوية في صنعاء، أبرزها محطات توليد الطاقة.
الحرب الشاملة مستبعدة
وفي إطار ذلك، يُشير وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا أسامة الشرمي، إلى أن “كلا الطرفين (الحوثي والإسرائيلي)، في إطار صُنع قواعد اشتباك جديدة بينهما، وفق حدود مُعينة لن يحيدان عنها”.
وقال الشرمي لـ”إرم نيوز”، إن “توسيع إسرائيل عملياتها نحو صنعاء، لا يتعدى كونه محاولة منها لضبط الإيقاع، ليتناسب الردّ الإسرائيلي مع الفعل الحوثي، الذي كثّف من هجماته، مؤخرًا، باتجاه أهداف إسرائيلية”.
واستبعد أن “تذهب المواجهات بين الطرفين، باتجاه حرب مُستعرة شاملة، كالتي جرت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان”، لافتًا إلى أنهما “سيتمسكان بإستراتيجية إيلام كل منهما الآخر”.
ورأى المسؤول اليمني، أن “إسرائيل تُحاول أن تزج بالمجتمع الدولي في مواجهة مباشرة مع جماعة الحوثي”.
و”في المقابل، تُريد ميليشيا الحوثي من جهتها، أن تُقحم المنطقة في مواجهة مباشرة معها حتى تهدد مصالحها”، بحسب الشرمي.
واستبعد التوصل إلى “أي تسويات خلال هذه الفترة”.
توسع رقعة الأهداف
بدوره، قال الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية العميد ثابت حسين، إن “استهداف إسرائيل لمحطات الكهرباء في صنعاء إضافة إلى مواني ومحطات كهرباء في الحديدة، يشير إلى توسع رقعة هذه الأهداف، والذي يأتي بعد إعلان الحوثيين أنهم استهدفوا يافا”.
وقال حسين لـ”إرم نيوز”، إن “إسرائيل ستستمر في استهداف الحوثيين، وكذلك سيواصل الحوثيون بين الحين والآخر، الإعلان عن استهداف إسرائيل”.
ولفت إلى أن “غياب الشفافية من الجانبين، خاصة من جانب ميليشيا الحوثي، لا يوفر لوسائل الإعلام معلومات كافية ومؤكدة عن حجم تأثير هذه الهجمات”.
منشآت عامة
بدوره، رأى الصحفي المهتم بالشأن العسكري والأمني أحمد شبح، أن “الهجمات الاسرائيلية تهدف إلى ردع الهجمات التي يتبناها الحوثيون على إسرائيل”.
وقال شبح لـ”إرم نيوز”، إن “الهجمات الإسرائيلية فتاكة، لكنها تستهدف منشآت حيوية لليمنيين كافة، الأمر الذي بدوره سيزيد من تفاقم المعاناة الانسانية على المواطنين، والتي أنتجتها الحروب الحوثية، وتدخلات إيران في البلد”.
ولفت إلى أن “أعمال الحوثي، ستجلب أيضًا المزيد من الهجمات الخارجية الأمريكية والبريطانية، خاصة مع عودة ترامب للبيت الأبيض، ولكنها ضربات ليست من أجل اليمن، ولا من أجل مصالح اليمنيين، وإنما لتأمين خطوط الملاحة البحرية”.
وتوقع شبح، “عدم نجاح هذه العمليات في وقف العمليات الحوثيين، وتفكيك قدراتهم النوعية، ومنع تهديداتهم الإقليمية”.