بما ان المرأة تعد نواة المجتمع فهي اساس بناء الأسرة ومن ثم المجتمع،فأن اتاحة الفرص والموارد لها تنعكس ايجابياً على حياتها وعلى الأسرة والمجتمع، لذلك تغيير او تطوير سلوكيات المرأة يؤدي الى تغيير وتطوير سلوكيات الأسرة ومنها المجتمع لأن المرأة لها تأثير كبير على الأطفال والرجال ويمكن أن تعمل على تغيير ثقافة الاسرة والمجتمع لذلك تقود مسألة تشجيع المرأة وتأهيلها لمشاركة الرجل في العمل وتقلد مناصب ادارية وغيرها سيقود إلى تطور الأسرة وتحسن مردودها اقتصادي من خلال توفير الموارد المالية للأسرة ومن ثم للمجتمع، وهذا الأمر من شأنه أن يتطور ويستخدم في مجالات متعددة لارتقاء المجتمع وبناء وتطور اقتصاد الدولة.
ان التخلص من العادات والتقاليد الاجتماعية الخاطئة والتي تعد من اشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي يعد الانطلاقة الأولى التي تؤسس إلى تشجيع المرأة من خلال السماح لها بالتعليم والعمل وتشجيعها على ذلك واتاحة الفرص امامها للاستفادة من طاقاتها وابداعها وهذا كما اوضحنا سابقاـ،(اعلاه)- سيؤدي دون شك إلى تحسين وتطور الأسرة وسيقود إلى تحسن معيشة وتعليم الأطفال وتخفيف اعباء الرجل وتحسين الوضع المادي للأسرة فيمكنها من الحصول على بيئة صحية وتعليمية سليمة ومناسبة وبالارتقاء بحياة ووضع الأسرة سيكون هناك مجتمع متطور وسينعكس هذا ايجاباً على الدولة التي ستتمكن بكل سهولة إلى تحقق تنمية مستدامة ناجحة لمستقبلها.
ان قيام الدول على سن تشريعات وقوانين تمنح المرأة المساواة والعدالة وتخصيص موازنات مراعية لمسألة النوع الاجتماعي ستضمن الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه، من خلال منح الفرص المتساوية بين الرجل والمرأة، أيضاً سيؤدي ذلك الى نشوء مجتمع قوي قادر على مواكبة التغيرات المستقبلية وضمان استمرارية تكامل الأدوار الاجتماعية بين أفراد المجتمع لبناء مجتمع قوي ومزدهر، فللمرأة القدرة على مواجهة التحديات والظواهر الاجتماعية المستجدة على المجتمع وترسيخ القيم التي تقوم على ثقافة التسامح والحوار بالإضافة إلى توفير مقومات الحياة الكريمة للأسرة والمجتمع.
المرأة نصف المجتمع، وهي كل المجتمع باعتبارها المؤثر المباشر على الأطفال وكذلك على الرجل في الأسرة وباتاحة الفرص امامها وتشجيعها على التعليم والعمل وتقلد المناصب الادارية والقيادية سيؤدي الى بناء اسرة ومجتمع يتحلى بثقافة الوعي الصحيح الذي يخلو من العنف بل سيكون هناك مجتمع قادر على المحافظة على بيئة نظيفة تخلو من الأمراض ولا يوجد فيها اي تلوث بيئي..
هنا يجب تعزيز دور المرأة الاجتماعي والعمل على تذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها مثل التقاليد والاعراف الاجتماعية الخاطئة التي تلغي دورها الحقيقي وتعيق تحقيق طموحها وابداعها.