الجمعة , 27 ديسمبر 2024
أشرف خليفة
اتفق سياسيون وعسكريون يمنيون، بأن أبناء قطاع غزة لم يجنوا أي ثمار تُذكر، من وراء استهداف الحوثيين لخطوط الملاحة الدولية، حيث مضى نحو 13 شهرًا من أول ضربة حوثية باتجاه سفن الشحن التجارية، بذريعة مناصرة غزة.
وأكدوا أن “المكاسب الحقيقية وثمار نتائج قرصنة التجارة البحرية، ذهب ريعها لمصلحة ميليشيا الحوثي في المقام الأول، ومن ورائها إيران، وكذلك أمريكا وإسرائيل”.
شرطي إيران
وقال المحلل العسكري والخبير الإستراتيجي العميد محمد الكميم، إنه “عندما نتعامل مع الميليشيات الانقلابية الحوثية، فنحن نتعامل معها كشرطي إيران في المنطقة أو كذراع إيرانية في المنطقة، فإذا اعتمدنا هذا المعيار نستطيع أن نقول إنها حققت المكاسب، وبطبيعة الحال ريع هذه المكاسب ينصب كله لمصلحة وليّة نعمتها إيران، من خلال تثبيت نفوذها في المنطقة”.
وأضاف لـ”إرم نيوز”، “لقد استطاعت هذه الذراع الخبيثة، أن تُحوّل اليمن إلى منصة إطلاق متحركة، وعملت على جعل اليمن جزءًا من الجغرافيا العسكرية الإيرانية، باعتبارها جزءًا من مصلحة العمليات الحربية الإيرانية، فمن هذا المنظور يمكننا القول إنها حققت بعض المكاسب، وبعض الإنجازات”.
ورأى العميد الكميم أن “ميليشيا الحوثي، بقرصنتها للبحر الأحمر واستهداف سفن الشحن الدولية، قدمت كذلك المكاسب لأمريكا وإسرائيل على التوازي، إذ أتاحت الفرصة أمام الولايات المتحدة في تواجد قواتها البحرية بالمنطقة، فضلًا عن خلق الذرائع أمام إسرائيل لاستعطاف العالم أكثر، وجمع المزيد من الدعم المالي والعسكري واللوجستي، بحجة محاربة إيران وأذرعها في المنطقة، وهو ما تحقق لها بالفعل”.
ونفى بشدّه “تحقيق أية مكاسب لأبناء غزّة أو الفلسطينيين عمومًا، علاوةً عن تحقيق أية مكاسب لليمنيين، بل جرّت هجماتها البحرية، الويلات على الشعب اليمني بشكل خاص والوطن العربي في العموم”، مضيفًا: “نجحت هذه الميليشيات للأسف الشديد، في التسبب بإيذاء اليمن والمنطقة العربية، من خلال استهداف خطوط الملاحة البحرية”.
وبيّن العميد الكميم أن “عسكرة الحوثيين للبحر الأحمر، تسببت بأضرار كبيرة جدًا على الصيادين والسواحل اليمنية، وتسبب ذلك بكوارث للمجتمع المحلي الساحلي، إضافة إلى التجار اليمنيين والاقتصاد اليمني، حيث ضاعفت من أعباء تكاليف الشحن التجاري، ومن أعباء رسوم التأمين للسفن إلى اليمن”.
وتطرّق الخبير العسكري، للحديث عمّا سببته ميليشيا الحوثي من مغارم تكبّدها اليمنيون جراء استهدافها في ضربات لا تُسمن ولا تُغني من جوع لأهداف إسرائيلية، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام مقاتلات الأخيرة لقصف منشآت يمنية خدمية حسّاسة كميناء الحديدة، وخزانات النفط، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وفق تعبيره.
وكشف العميد الكميم عن كُلفة تلك الخسائر على الدولة اليمنية، قائلًا: “كلّفت الضربات الإسرائيلية على اليمن، بحسب معلومات وصلتني من مصادر موثوقة في الدولة اليمنية، 3 مليارات دولار”.
ولفت إلى أن “الحوثيين حققوا، من وراء استهداف الملاحة الدولية، مكاسب لهم والجهات التي يعملون لصالحها، ولكن في حقيقة الأمر، هذه المكاسب عبارة عن كوارث عديدة تجرعها اليمنيون والفلسطينيون والعرب على حدٍ سواء”.
خيانة أهل غزة
بدوره، قال الصحفي والمحلل السياسي أحمد عائض، إن “من أكبر الاستثمارات التي قادها الحوثيون، خلال السنوات العشر الماضية، هو الاستثمار في معاناة أهل غزة”.
ورأى خلال حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “المستفيد الأول من استهداف خطوط الملاحة الدولية هو الميليشيات الحوثية، حيث أوجد الحوثيون مكتبًا خارج اليمن ويتم من خلاله مراسلة شركات الشحن والسفن التي ترغب بالمرور من مياه البحر الأحمر بأن عليها أن تدفع (مبالغ مالية) مقابل عدم استهدافها”.
ولفت المحلل عائض إلى أن “تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي والمعنية باليمن، والذي كشف أن جماعة الحوثي الإرهابية تجني شهريًا نحو 180 مليون دولار من تلك السفن، أيّ أكثر من 190 مليار ريال يمني شهريًا”.
وذكر أن “من المكاسب التي حققتها واستفادت منها الميليشيا الحوثية، أيضًا، النجاح في عمليات التحشيد، والتوجيه الطائفي، وتقديم أنفسهم كملائكة الرحمة المنقذين لغزة، وترديد أسطوانة إلصاق تهم الخيانة والتآمر على القضية الفلسطينية وعلى أهل غزة”.
وأضاف المحلل عائض أن “الميليشيات الحوثية حوّلت أحداث استهداف خطوط الملاحة الدولية، إلى بوابة للحشد والتجنيد، تحت مبرر غزو أمريكي إسرائيلي لمحافظة الحديدة”، متابعًا: “ودعوة الناس للتبرعات تحت عدة مسميات وكل تلك المبالغ تصب في خزائن قادة الحوثيين”.
ومضى قائلًا، حول الانعكاسات على أهل غزة: “لم يجنِ أبناء غزة أي فوائد تُذكر، بل على العكس هناك خيانة من الحوثيين لأهل غزة، حيث سمحوا لسفن إسرائيلية وأمريكية بالعبور، والتوجه للموانئ الإسرائيلية، وذلك بعدما دفعت مبالغ مالية”.
عملية عسكرية كبرى
من جهته، ذكر رئيس مركز “أبعاد” للدراسات والبحوث السياسية والإستراتيجية، عبدالسلام محمد، أن “الحوثيين فكروا بتحقيق العديد من المكاسب من وراء قرصنة خطوط الملاحة الدولية، منها إستراتيجية كحارس بحري لإيران، وأخرى مالية اقتصادية، وكذلك على الصعيد الداخلي تحقيق مكاسب ميدانية توسّعية”.
وبيّن أن “الحوثيين لم يحسبوا حساب النتائج جيدًا”، لافتًا إلى أن “ما خسره الحوثيون من وراء هذا العمل، أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون أنهم سيكتسبونه، فهو خسر سمعته، وأظهره ذلك بمظهر المهدد للأمن الإقليمي والدولي بشكل كبير، ما جعل المجتمع الدولي يتعامل معه كحركة إرهابية”.
وأضاف محمد: “نستطيع أن نقول إنها وريثة للقراصنة في البحار وللجماعات الإرهابية في المنطقة، خاصة أنها مرتبطة بالمشروع الإيراني، والعمل لمصلحة تحقيق إستراتيجية إيران في الذهاب إلى تنفيذ تهديداتها بإغلاق الحركة الملاحية عن طريق باب المندب، هذه كلها جعلت من الحوثي خطرًا كبيرًا على الأمن الإقليمي والدولي”.
وأشار محمد إلى أن “الحوثي، استطاع جني الكثير من الأموال، من خلال إرغام السفن على دفع الإتاوات، وهو ما حقق له مكاسب اقتصادية جمّة، فضلًا عن كونه كان يأمل أنه إذا تحكّم بخطوط الملاحة الدولية سيُمكّنه ذلك من العودة والتمدد في المناطق الساحلية في اليمن التي خسرها من قبل”.
وأوضح أن “الأموال التي جناها الحوثيون، ستكون وبالًا عليهم، إذ بات يُعامل معاملة قطاع الطرق، وأصبح المجتمع الدولي يدرس قرار تخليص خطوط الملاحة الدولية من أي تهديدات حوثية، إذ لم يعد يحتمل ممارسات وأفعال الحوثيين”.
ورجّح محمد أن “تشهد الأيام المقبلة عملية عسكرية كبرى، تشترك فيها القوات اليمنية العسكرية، مع دعم دولي كبير، تهدف إلى تحرير الشريط الساحلي اليمني، وبالتالي إبعاد أي تهديدات حوثية على الملاحة البحرية”.
ديسمبر 26, 2024
ديسمبر 26, 2024
ديسمبر 26, 2024
ديسمبر 26, 2024