عبداللاه سميح كثّفت المقاتلات الأمريكية هجماتها الجوية على مواقع عسكرية خاضعة لسيطرة، ميليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظة عمران، شمالي البلاد.
واستهدفت الضربات التي وصلت إلى 11 غارة جوية، معسكرات ومخازن جبلية تستخدمها ميليشيا الحوثي في تخزين وتصنيع القدرات الصاروخية، بوساطة خبراء من الحرس الثوري الإيراني وآخرين من ميليشيا حزب الله اللبنانية.
غارات على مرحلتين
وبحسب مصادر عسكرية يمنية، فإن الغارات التي شهدتها صنعاء، جاءت على مرحلتين، استهدفت خلالها معسكر لواء الصواريخ بمنطقة “النهدين” ومعسكر “الحفا” وجبل “عطان” جنوبي العاصمة صنعاء، بأربع غارات جوية، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع غير المأهولة.
وذكرت المصادر أن المقاتلات الأمريكية عادت مجددًا عقب مرور بضع ساعات، إلى شن خمس ضربات أخرى، طالت إحداها معسكر “الحفا” من جديد، فيما تركزت الغارات الأربع الأخرى على معسكر “جربان”، بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، شرقي أمانة العاصمة.
وأشارت المصادر إلى غارتين جويتين استهدفتا موقعًا جبليًّا تابعًا لميليشيا الحوثيين في جبال مديرية حرف سفيان، شمالي محافظة عمران، على الحدود مع محافظة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيا الحوثي.
مخازن محصنة وأنفاق جبلية
وقالت المصادر العسكرية لـ”إرم نيوز”، إن معسكرات “النهدين” و”الحفا” وجبل “عطان”، تحوي مخازن محصنة، وأنفاقًا جبلية منذ عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، قبل أن تطوّرها الميليشيا وتجري أعمال توسعة عليها، خلال الأعوام الماضية، ما حوّلها إلى ورش ومعامل تصنيع وتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة.
وسبق أن استهدفت القوات الأمريكية معسكر “الحفا” بصنعاء منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، في هجوم نوعي استهدف خمسة مواقع تستخدمها ميليشيا الحوثيين لتخزين الأسلحة الإستراتيجية تحت الأرض، بوساطة مقاتلات B-2 المعروفة بـ”قاذفات الشبح” للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية ضد مواقع ميليشيا الحوثيين.
قاذفات الشبح الإستراتيجية
ورجّحت المصادر أن تكون الغارات العنيفة التي شهدتها صنعاء خلال الساعات الماضية، قد نُفذت بوساطة “قاذفات الشبح” الإستراتيجية التي تمتاز ذخيرتها الفتاكة باختراق التحصينات الأرضية، وذلك بهدف الوصول إلى مخازن صواريخ ميليشيا الحوثيين في المناطق الجبلية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، إن المقاتلات الأمريكية هاجمت أهدافًا تابعة لميليشيا الحوثيين، تتضمن منشآت تخزين أسلحة متطورة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المسؤول الدفاعي، تأكيده بأن هذه الأسلحة كانت تستخدم لمهاجمة سفن عسكرية ومدنية في البحر الأحمر وخليج عدن.
تحوّل نوعي
ويرى مراقبون يمنيون، أن هناك تحولًا في تعاطي واشنطن وتعاملها مع تهديدات ميليشيا الحوثيين المتواصلة ضد الملاحة البحرية الدولية، من خلال الضربات الدقيقة والمركزة على أسلحة الميليشيا وقدراتها الصاروخية ومخازنها المحصنة، بعد أشهر من الغارات الوقائية التي لم يكن تأثيرها كبيرًا.
ويقول الخبير العسكري، العقيد محسن مسعد لـ”إرم نيوز”، إن تمادي ميليشيا الحوثي في تهديد حركة التجارة العالمية، يتطلب تغييرًا جذريًّا في إستراتيجية الولايات المتحدة، يقوم على ردع ميليشيا الحوثيين ووقف هجماتهم.
وذكر أن تطور الهجمات الأمريكية إلى استهداف مخازن الصواريخ الإستراتيجية، يشير إلى مرحلة جديدة أكثر جدّية تستهدف قدرات ميليشيا الحوثيين، وبالتالي فإن ذلك “سيؤثر في هجماتهم البحرية، وستكون مثل هذه الحلول أكثر نجاعة إذا ما ترافق ذلك مع تشديد عملية الرقابة على السفن الواصلة إلى الحديدة، لمنع وصول مزيد من الأسلحة المهربة”.