في ظل الأزمات المتتالية، يجد المواطنون في عدن أنفسهم محاصرين بين ارتفاع أسعار الصرف وانهيار العملة. إغلاق 26 محل صرافة قد يبدو حلاً جذرياً، لكنه في الحقيقة مجرد مسكن لوجع عميق.
تتجلى المآسي اليومية في حياة الناس، فكلما انخفضت قيمة العملة، ارتفعت الأعباء. أسعار المواد الأساسية تتصاعد، وأحلام الكثيرين في حياة كريمة تذوب كقطعة ثلج تحت شمس الارتفاع الجنوني للأسعار. المواطنون، الذين يعملون بجد، يجدون أنفسهم عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية، مما يترك أثراً نفسياً عميقاً في نفوسهم.
السلطة قد ترى في إغلاق المحلات خطوة نحو السيطرة، لكنها لا تدرك أن المشكلة أعمق من ذلك. فالعوامل الاقتصادية والسياسية تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد. في غياب استراتيجية شاملة، تظل الحلول الجزئية مثل إغلاق المحلات مجرد ضمادات على جروح مفتوحة.
ما يحتاجه الناس هو رؤية واضحة للمستقبل، وخطط اقتصادية تعيد الثقة في العملة وفي الحياة نفسها. لكن في ظل الفوضى وعدم الاستقرار، تبقى الأحلام محاصرة، والآلام تتزايد.
إنها مأساة حقيقية، حيث يتحول الأمل إلى حزن، وتصبح الحياة كفاحاً مستمراً من أجل البقاء.