بانغام حماسية واغانٍ ثورية كانت محافظة لحج على موعد في تقديم أنموذج قلما تجد له نظير في واقعنا اليوم
النجاح الباهر الذي تحقق لفعالية الاحتفاء بالذكرة الـ 61 لثورة الـ 14 من اكتوبر كان بمثابة انجاز وطني اسهم فيه نجاحه مختلف الوان الطيف الجنوبي بالمحافظة.
ماجعل الصورة تبدو اكثر أشراقاً وتضج بالحياة وتشع بالوانها الزيتية حضور قيادات مدنية وعسكرية تقدمهم القائم باعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعية الوطنية الاستاذ علي الكثيري. الرجل يتمتع بكريزما قيادية تجعل منه مرجعية جنوبية.
فقد كان للاستاذ علي الكثيري مكانة في قلوب كل من حضر من وزراء وقيادات عسكرية وامنية رفيعة واعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رسمت معالم عيد وطني اخر في طيات ذكرى ثورة أكتوبر الام.
ذلك النجاح والابتهاج والاصطفاف الجنوبي اللافت الذي احتضنته القاعة الذهبية في مدينة صبر بمديرية تبن شكل بداية مرحلة جديدة عبر حدث لايمكن تجاوزه، وكان يجب على الجميع الوقوف امامه والتأمل في تفاصيله الدقيقة بعيدا عن اي تأويلات او مزايدات.
وفي صدد ذلك الحدث ايضاً يجب ان لا نطوع وساوس انفوسنا حتى لا تصنع منه صورة قاتمة نحن نحبها او نريد تكريسها لان تفكيرنا لا يتجاوز مساحات ضلنا ونياتنا مشبعة بالسلبيات.
ان ما بادر به رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وكيل المحافظة الاستاذ وضاح الحالمي من اعتذار لمحافظ المحافظة اللواء الركن احمد عبدالله تركي في فعالية أكتوبر كان ذلك هو العيد الذي امتزج في ثنايا الاحتفاء بذكرى الثورة
الرجل كان في مستوى المسؤولية وعند قيمة الحدث بأعتذاره للمحافظ وتقبيل رأسه، هنا يمكن ان ندرك معنى القول “الاعتذار من شيم الكبار”
من تسكنه الغيرة وتستوطنه الكراهية واخلاقه معجونة بالحقد سيقلل من قيمة ذلك وقد يفسره بحسب اهوائه المجبولة على رؤية الجوانب السلبية، فيما الاخرون سيرون في تصرف “الحالمي” الواقعية والتجرد بل وسينظرون الى الامر من منظور ايجابي لما يخالطه من شجاعة ادبية تتجاوز المحيط الضيق الى الافاق الرحبة.
رئيس انتقالي لحج وضاح الحالمي اثبت انه من طينة الكبار وانه امتدادا للعظماء ويحمل في داخله نفس طيبة ونية صافية وروح صادقة، قد يختلف معك لكن لن يتأمر عليك، قد ينفعل ولكن لا يمكن ان يحقد.
حقيقة لقد جعل الاستاذ وضاح الحالمي رئيس انتقالي لحج من تفاصيل الاحتفاء بذكرى اكتوبر محطة وطنية اخرى عندما اعطى درساً في التواضع وسمو الاخلاق وابان ان الاعتذار لن ينقص من قيمة الانسان بل يزيده رفعة ويعمق مساحات الحب والتقدير له بين الناس، ويجسد منهاجا للمقبلين على الحياة من ناشئة واجيال الجنوب القادمة.