عدَّ الإعلام العبري استخدام القوات الجوية الأمريكية للقاذفة الإستراتيجية الثقيلة “سبيريت B-2″، لأول مرة في الحرب ضد ميلشيات الحوثي في اليمن، رسالة مباشرة لإيران، قبل الهجوم الإسرائيلي عليها.
واليوم الخميس، استخدمت الولايات المتحدة، لأول مرة، القاذفة الإستراتيجية “سبيريت B-2” في محاولة لحماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر من الوكيل الإيراني، وفق صحيفة يسرائيل هيوم.
وبحسب الصحيفة العبرية، يعتقد الخبراء الإسرائيليون أن هذه خطوة هي أكثر من مجرد اختيار عشوائي لسلاح أو آخر، وتهدف إلى إرسال إشارة إلى ميليشيا الحوثي في صنعاء حول هجماتهم على الممرات الملاحية وإطلاق الصواريخ الباليستية تجاه إسرائيل.
ويمكن فهم استخدام القاذفة الثقيلة على أنه تصعيد في التحرك الأمريكي، وآلية واشنطن لاستخدام إجراءات أكثر شدة ضد الحوثيين، وفق الصحيفة.
وقالت إن القاذفة، التي بدأ تصميمها في وقت مبكر من عام 1987، استخدمتها الولايات المتحدة في غارات جوية بدءًا من الحرب في يوغسلافيا في التسعينيات، وحتى الحرب ضد تنظيم داعش، لافتة إلى أن قدرة تلك القاذفة الاستيعابية الكبيرة وقدرتها على التخفي، جعلتها واحدة من أقوى أسلحة الردع في الترسانة الأمريكية.
ومن أجل فهم القدرة الاستيعابية للمقاتلة الإستراتيجية، وفق الصحيفة الإسرائيلية، يكفي أن ننظر إلى إحصاءات استخدامها، لافتة إلى أنه خلال حملة القصف الأمريكية على صربيا عام 1999، كانت طائرات “B-2 50” مسؤولة عن 33% من القنابل التي أسقطت على الجيش الصربي.
وأوضحت أن القاذفة تتميز في نطاقها التشغيلي بشكل فارق عن كل نظيراتها، فخلال حرب كوسوفو، أقلعت تلك القاذفة من أراضي ولاية ميسوري في الولايات المتحدة، وقصفت أهدافًا في البلقان، ثم عادت إلى أراضي الولايات المتحدة دون هبوط، في مهمة طيران مدتها 30 ساعة.
وأشارت إلى أنه خلال حرب العراق، قامت تلك القاذفات بمهام مدتها 44 ساعة، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت بالنسبة للقوات الجوية الأمريكية في عصر الطائرات النفاثة.
ورغم أن الطائرة قد استخدمت عمليًّا في صربيا والعراق وأفغانستان وسوريا، والآن اليمن، فإنه لم تُسقط أي طائرة من طراز “B-2” بنيران معادية، ولكن ثلاثًا منها على الأقل تعرضت للتلف والتدمير نتيجة للحوادث، بحسب يسرائيل هيوم.
وأشارت إلى أن أنتجت 22 طائرة من هذا الطراز، منها 17 على الأقل في الخدمة الفعلية مع القوات الجوية الأمريكية، فيما لم يشر التقرير إلى مصير الطائرات الخمس الأخريات.
وصُمِّمت القاذفة “B-2” في البداية لحمل أسلحة نووية في المقام الأول، مع افتراض أن قدرات التخفي للقاذفة الثقيلة ستسمح لها باختراق عمق أراضي العدو دون أن تُكتشف، وفق التقرير.
ومع ذلك، بعد نهاية الحرب الباردة، حُوِّلت القاذفة لحمل قنابل تقليدية، وكُيِّفت للقنابل المنزلقة والدقيقة خاصة، التي يمكن تحميلها على القاذفة بكميات كبيرة جدًّا، ما يسمح لها بضرب الأهداف بقنابل مزيج بين الكمية والدقة، بحسب يسرائيل هيوم.